رَسُولٌ فَإِذٰا جٰاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاٰ يُظْلَمُونَ) (١) إلى أنّ محاسبة كلّ أُمّة في المعاد إنّما تبدأ بحضور وإشراف رسول تلك الأُمّة.
ونظير ذلك : الآية الأُخرى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنٰاسٍ بِإِمٰامِهِمْ) (٢).
وعلى هذا النمط جملة من الخطابات الموجّهة إلى الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ممّا ظاهرها العتاب بأفعال أُمّته ، وهذا ما يراد من أنّ القرآن نزل ب ـ : ((إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة)) (٣).
*الثالث : الخطأ في التأويل أو التفسير أو القراءة للآية ..
فإنّ في جملة من الموارد المدّعاة أنّها من العتاب والتأنيب هو من الاستظهار الخاطئ لمفاد الآيات ، أو التأويل للظهور بروايات موضوعة ، أو التشبّث بقراءة وترك القراءات الأُخرى الأصحّ.
وإلى جملة من ذلك يشير الإمام الرضا (ع) ، في ما روي عنه ، عندما قال له المأمون: يا ابن رسول الله! أليس من قولك :)) إنّ الأنبياء معصومون))؟! قال : ((بلى)) ، فأخذ المأمون يسأل عن جملة من الآيات المتشابهة الموهمة لخلاف ذلك ، منها : قول الله عزّ وجلّ : (فلمّا آتاهما صالحاً جعلا له شركاءَ في ما آتاهما) (٤).
فقال الرضا (ع) : ((إن حوّاء ولدت خمسمائة بطن ، في كلّ بطن ذكر وأُنثى ، وإنّ آدم وحواء عاهدا الله ودعواه قالا : (لئن آتيتنا صالحاً لنكوننّ من الشاكرين) (٥). فلمّا آتاهما صالحين من النسل ، خلْقاً سويّاً بريئاً من الزمانة والعاهة ، كان ما آتاهما صنفين : صنفاً ذكراناً ، وصنفاً إناثاً ، جعل الصنفان لله تعالى شركاء في ما آتاهما ، ولم يشكراه شكر أبويهما له عزّ وجلّ ; قال الله تعالى : (فَتَعٰالَى اللّٰهُ عَمّٰا يُشْرِكُونَ) (٦).
فقال المأمون : أشهد أنّك ابن رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) حقّاً ...
وقال (ع) في قوله تعالى : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوىٰ) ، يقول : ألم يجدك وحيداً فآوى إليك الناس؟
__________________
(١) سورة يونس ٤٧ : ١٠.
(٢) سورة الإسراء ٧١ : ١٧.
(٣) بحار الانوار ٩/ ٢٢٢.
(٤) سورة الأعراف ١٩٠ : ٧.
(٥) سورة الأعراف ١٨٩ : ٧.
(٦) سورة الأعراف ١٩٠ : ٧.