في طائفة الكافرين ، كما لا يندرجون في طائفة الّذين آمنوا بقلوبهم.
وهذا الأُسلوب الجديد الذي اعتمدته قريش في الحرب والمواجهة مع الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) كان لضمان الوصول إلى مركز القدرة ، ويشير إلى ذلك أمير المؤمنين (ع) في ما روي بسند متّصل عن ابن عبّاس ، قال : ((كنت أتتبّع غضب أمير المؤمنين (ع) إذا ذكر شيئاً أو هاجه خبر ، فلمّا كان ذات يوم كتب إليه بعض شيعته من الشام ، يذكر في كتابه : أنّ معاوية وعمرو بن العاص وعتبة بن أبي سفيان والوليد بن عقبة ومروان ، اجتمعوا عند معاوية ، فذكروا أمير المؤمنين فعابوه ، وألقوا في أفواه الناس أنّه ينتقص أصحاب رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ويذكر كلّ واحد منهم ما هو أهله ...
فقلت : ما لك يا أمير المؤمنين الليلة؟.
فقال : .. ها أنا ذا ـ كما ترى ـ مذ أوّل الليل اعتراني الفكر والسهر لما تقدّم من نقض عهد أوّل هذه الأُمّة المقدّر عليها نقض عهدها ، إنّ رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) أمر مَن أمر من أصحابه بالسلام علَيّ في حياته بإمرة المؤمنين ، فكنت أُؤكّد أن أكون كذلك بعد وفاته ...
فمضى مَن مضى قال علَيّ بضغن القلوب ، وأورثها الحقد علَيّ ، وما ذاك إلاّ من أجل طاعته في قتل الأقارب مشركين ، فامتلوا غيظاً واعتراضاً ، ولو صبروا في ذات الله لكان خيراً لهم ...
يا ابن عبّاس! ويل لمَن ظلمني ودفع حقّي وأذهب عظيم منزلتي ، أين كانوا أولئك وأنا أُصلّي مع رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) صغيراً لم يكتب علَيّ صلاة ، وهم عبدة الأوثان ، وعصاة الرحمن ، وبهم توقد النيران.
فلمّا قرب إصعار الخدود ، وإتعاس الجدود ، أسلموا كرهاً ، وأبطنوا غير ما أظهروا ; طمعاً في أن يطفئوا نور الله ، وتربّصوا انقضاء أمر الرسول وفناء مدّته ، لمّا أطمعوا أنفسهم في قتله ، ومشورتهم في دار ندوتهم.
قال تعالى : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللّٰهُ وَاللّٰهُ خَيْرُ الْمٰاكِرِينَ) (١). وقال تعالى : (يُرِيدُونَ
__________________
(١) سورة ال عمران ٣١.