ما كتبوا من أسباب نزول الآيات من الوقائع التي صاغوها لموارد النزول للآي ، حسبما هي نظرتهم تجاه الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وأهل بيته ، من الازدراء المبطن ، والتعريض به وبهم (عليهم السلام).
ولو أراد المتتبّع رصد جميع ذلك لطال به الأمر إلى مجلّدات ، بل موسوعات ، ولما أتى على كلّ ما حاكوه ونسجوه لتشويه الحقيقة وسدل الستار على النور النبويّ والضياء العلويّ.
أزمة كتب السيرة وأسباب النزول :
والغريب مع كلّ ذلك اعتماد أكثر المفسّرين ـ حتّى الخاصّة ـ على كتب السيرة هذه وأسباب النزول ، التي استقى أصحابها من رواة تربطهم المصلحة النفعيّة بالبلاط الأُموي والسلطة القرشيّة في السقيفة.
واللازم على كلّ باحث ـ يتحرّى الحقيقة في الدين وطريقة المذهب ـ أن يتيقّظ إلى ما رسمه الحزب القرشي من حياكة وضيعة لصورة سيرة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وما صاغوه من موارد أسباب النزول للآيات ، بزعم أنّها حقائق التنزيل للكتاب العزيز ، وما الكتاب الذي أسماه الجاحد المفتري سلمان رشدي ب ـ : (آيات شيطانيّة) ، إلاّ حصيلة ما هو موجود في صحيح البخاري وصحيح مسلم وبقيّة صحاح أهل سُنّة جماعة الخلافة ، عن كيفيّة نزول الوحي وأحوال النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، وقصّة الغرانيق في سورة الحجّ ، كما سلّط الضوء على خطورة صنائع عائشة ، بل إنّ في الصحاح من ذلك ما هو أدهى وأطمّ.
وفي قبال ذلك ، اصطنعوا صور وأحوال لشخصيّات الصحابة ، تفوق شخصية سيّد الرسل (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في الصفات والفضائل ، من الغيرة والحميّة على الدين ، في قائمة يطول مسلسل تعداد الموارد فيها.
بل هم يصيغون المشاققة والمحاددة لله ولرسوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) على أنّها غيرة وحميّة على الدين ، والتقديم بين يدي الله ورسوله على أنّه ثائرة لنصرة الدين ، والتمرّد والعصيان لرسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) على أنّه شدّة في ذات الله!!
وعلى هذا المنطق لا بدّ من احتساب إبليس من المتنمّرين في توحيد الله ،