وسيأتي استعراض روايات أهل بيت الطهارة والعصمة (عليهم السلام) في حقيقة هذه الواقعة.
عضال في مسألة معرفيّة :
فمع هذا الوصف من المقدّمات والجهات اللازم العلم والإحاطة بها ، كيف تسنّى لعمر مواجهة رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، لا سيّما بهذا النحو من الرعونة والجلافة؟!
والطامّة الكبرى ، تحكيمه فهمه القاصر الظنّي بمتشابهات على هدي نبي الله الوحياني.
والمصيبة العظمى أنّ هذا ليس موقف عمر وحده ، بل موقف جمهور علماء أهل سُنّة الجماعة والخلافة ; فإنّهم يقفون تجاه هذه الواقعة موقف المخطّئ لنبيّ الله تعالى ، وأنّ الآية ناسخة لما فعله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ورادعة ، وأنّ الوحي طابق موقف عمر!
فهم يسوّغون لأنفسهم التمسّك بظواهر الكتاب حسب فهمهم ; للردّ على رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، بل والإنكار عليه والجرأة على مقامه ، وهذا يجعل لاجتهاد المجتهد وفقاهة الفقيه حجّية أعظم من حجّية صاحب الرسالة ، وهو سيّد الرسل ، وهو نظير ما تبنّته اليهود في موقفها مع النبيّ موسى (ع) من الإنكار عليه.
وعلى هذا الأساس فهم يحكّمون ظواهر الآيات القرآنيّة ـ وإن لم تصل دلالتها إلى درجة القطع واليقين ـ على محكمات وقطعيّات السُنّة النبويّة ، وهو من تحكيم المتشابه على المحكم.
فالكتاب الكريم قد تضمّن : اقتران طاعة الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بطاعة الله تعالى في جميع آياته.
والنهي عن التقدّم بين يدي الله ورسوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم).
والأمر باتّباع الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، واتخاذه أُسوة حسنة.
والأمر بالأخذ بما أتانا ، والترك لما نهانا (صلىاللهعليهوآلهوسلم).
ونفي الضلال والغواية عنه (صلىاللهعليهوآلهوسلم).