الرزيّة ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب ، من اختلافهم ولغطهم (١).
وأخرجه مسلم (٢) ، وأحمد بن حنبل في مسنده (٣) ، وغيرهم.
واللفظة كما رواها البخاري نفسه في موضع آخر من صحيحه ، بسنده إلى ابن عبّاس ، أنّه قال : ((يوم الخميس وما يوم الخميس. ثمّ بكى حتّى خضّب دمعه الحصباء ، فقال : اشتدّ برسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وجعه يوم الخميس ، فقال : ائتوني بكتاب ، أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً.
فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبيّ تنازع ، فقالوا : هجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال (صلىاللهعليهوآلهوسلم) دعوني ، فالذي أنا فيه خير ممّا تدعوني إليه)) (٤).
وأخرجه مسلم أيضاً بلفظ : ((فقالوا : إنّ رسول الله يهجر)) (٥) ، وأحمد أيضاً في مسنده (٦) ، وغيرها من مصادر وكتب السير والحديث.
فما أشبه موقف عمر وموقف جماعة من الصحابة بمواقفهم في الحديبيّة ، وغيرها من المواطن؟!
ولم يفتأ هذا موقفهم مع رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ؛ فإذا كان رفع الصوت عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يحبط الأعمال كلّها ، فكيف بالتطاول بهذا الطعن الهتيك لحرمة النبوّة.
إنّ هذا ليدلّ على استخفاف عظيم بمقام الرسالة ; وقد قال تعالى : (فَإِذٰا جٰاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذٰا ذَهَبَ
__________________
(١) صحيح البخاري ٩/٧ كتاب المرضى ـ باب : قول المريض : قوموا عنّي ، وأخرجه أيضاً في ١٦١/٨ كتاب الاعتصام بالكتاب والسُنّة ـ باب كراهية الخلاف.
(٢) صحيح مسلم ٧٥/٥ كتاب الوصايا.
(٣) مسند أحمد بن حنبل ٣٥٦/٤ ح ٢٩٩٢.
(٤) صحيح البخاري : كتاب الجهاد ـ باب : جوائز الوفد.
(٥) صحيح مسلم ١٦/٢ كتاب الوصيّة ـ باب : ترك الوصيّة.
(٦) مسند أحمد ٢٢٢/١ ، و ٢٨٦/٣ ح ١٩٣٥ ، و ٤٥/٥ ح ٣١١١ وح ٣٣٣٦.