قال أبو عبد الله (ع) فأبدى من رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ما كان يكره)) (١).
وفي جوابه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بيان لعدم انصياع عمر وعدم انقياده لفعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناشئ من عدم إخباته لوحيانيّة سير وسلوك النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، وأنّه لا يضلّ ولا يغوى ولا ينطق عن الهوى ، ومن عدم فقهه لحقيقة المراد من القرآن النازل ؛ فقد قال (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : ((وما يدريك ما قلت؟!)) ، أي أنّ الذي نهى الله تعالى عنه إنّما هو الدعاء والاستغفار للمنافق دون بقيّة فقرات الصلاة ، التي هي شعار ديني ، والذي دعا (صلىاللهعليهوآلهوسلم) به إنّما هو الدعاء على المنافق.
وفي كتاب سليم بن قيس الهلالي : قال أمير المؤمنين (ع) وهو ـ أي عمر ـ صاحب عبد الله بن أُبي بن سلول ; حين تقدّم رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ليصلّي عليه ، فأخذ بثوبه من ورائه ، وقال : قد نهاك الله أن تصلّي عليه ، ولا يحلّ لك أن تصلّي عليه.
قال له رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : إنّما صلّيت عليه كرامةً لابنه ، وإنّى لأرجو أن يسلم به سبعون رجلاً من بني أبيه وأهل بيته ، وما يدريك ما قلت؟! إنّما دعوت الله عليه)) (٢).
ومن الموارد الأُخرى المزايد بها بين عصمة النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وعدالة الصحابة.
أُسارى بدر
قال تعالى : (مٰا كٰانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرىٰ حَتّٰى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيٰا وَاللّٰهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللّٰهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٣).
قال القرطبي في تفسيره : ((روى مسلم رحمهم الله من حديث عمر بن الخطّاب ... قال أبو زميل : قال ابن عبّاس : فلمّا أسروا الأُسارى ، قال رسول الله لأبي بكر وعمر : ما ترون في هؤلاء الأُسارى؟
__________________
(١) وسائل الشيعة ٧١/٣ ـ أبواب صلاة الجنازة ب ٤ ح ٤.
(٢) كتاب سليم بن قيس : ١٤٣ ؛ بحار الأنوار ٣٧٦/٨١.
(٣) سورة الأنفال ٦٧ : ٨.
(٤) صحيح مسلم : كتاب الجهاد ب ١٨ : باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم.