قلت : وفيه دلالة صريحة على عدم دخول النساء ، لأنه خصها بخمسة. ومنه أيضا رفعه إلى عطاء بن أبي رياح ، وذكر الحديث الذي ذكرناه في مسند أحمد بن حنبل. إلا أنه زاد عند ذكر أم سلمة رضى الله عنها ، وأبدل في قولها فدخلت بها عليه ثالثة ولم يكرر قوله : (إنك إلى خير) قالها مرة واحدة ، وأورد قول أم سلمة : وأنا معكم (بغير واو) (١).
ومنه أيضا رفعه إلى مجمع من بني الحرث بن تيم الله قال : دخلت مع أمي على عائشة فسألتها أمي قالت : أرأيت خروجك يوم الجمل؟ قالت : إنه كان قدرا من الله تعالى ، فسألتها عن علي عليهالسلام ، قالت : سألتني عن أحب الناس كان إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لقد رأيت عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، وقد جمع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، بصوف عليهم ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت : قلت يا رسول الله أنا من أهلك ، قال : تنحي أنت إلى خير (٢).
ومنه دفعه إلى إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار ، عن أبيه قال : لما نزل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إلى الرحمة هابطة من السماء قال : من يدعو مرتين ، قالت زينب : أنا يا رسول الله ، قال : ادعي لي عليا عليهالسلام وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، قالت فجعل الحسن عن يمينه والحسين عن شماله وعليا وفاطمة بجانبه ثم غشاهم كساء خيبريا ثم قال : اللهم إن لكل نبي أهلا وهؤلاء أهل بيتي فأنزل الله عزوجل (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، فقالت زينب : يا رسول الله ألا أدخل معكم ، فقال صلىاللهعليهوآله : مكانك إنك إلى خير (٣).
__________________
(١) تفسير الثعلبي (مخطوط).
(٢) المصدر السابق ، شواهد التنزيل ٢ / ٣٣ حديث ٦٧ ، المستدرك للحاكم ٣ / ٤٧ وصححه ، الدر المنثور للسيوطي ٥ / ١٩٨.
(٣) تفسير الثعلبي ، مصدر سابق.