ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي ، رفعه إلى عائشة ، وذكر الحديث الذي قدمناه عن صفية بنت شيبة عن عائشة بعنعنته وروى هذا الحديث بعنعنته (١) ، وروى هذا الحديث نفسه أيضا أبو الحسن زرين بن معاوية العبدي السرقوسطي الأندلسي في الجمع بين الصحاح الستة (٢) ، وموطأ مالك بن أنس (٣) ، وصحيحي مسلم والبخاري (٤) ، وسنن أبي داود السجستاني (٥) ، وصحيح الترمذي (٦) ، والنسخة الكبيرة من صحيح النسائي (٧). والأحاديث في ذلك كثيرة (٨). وفيما ذكرناه منها كفاية ، أقول لا خفاء أن الآية الكريمة دلت على معتقد الإمامية من عصمة العترة ، لأن نفي الرجس عنهم وإثبات التطهير يقتضي ذلك. وكيف ينتفي الرجس ويثبت التطهير لمن يعصي خالقه فيما أمره به ، أو يرتكب ما نهاه عنه. ومن العجب نفي بعض الأمة العصمة مع إثباتهم معناها بالآية ، وهي ظاهرة فيها لغة وعرفا.
قال أحمد بن فارس (٩) اللغوي (١٠) في كتاب المجمل : التطهر : التنزه عن الإثم ،
__________________
(١) الجمع بين الصحيحين للحميدي ، ص ٣٠.
(٢) الجمع بين الصحاح الستة (مخطوط).
(٣) موطأ الامام مالك ص ٢٣٣.
(٤) صحيح مسلم ج ٢ / ٣٦٨ ، ط عيسى الحلبي ، وصحيح البخاري ج ٣ ص ١٥٣ دار الفكر.
(٥) سنن أبي داود ج ١ / ١٩٨.
(٦) صحيح الترمذي ج ٥ / ٣٥١ ح ٣٢٠٥ ط المكتبة الاسلامية.
(٧) صحيح النسائي ص ٧٢ ـ ٧٦ ، وخصائص الإمام النسائي ص ٤٩.
(٨) راجع : مستدرك الحاكم ٣ / ١٢٣ ، خصائص الإمام النسائي ٤٩ ، تلخيص الذهبي ٢ / ١٥٠ ، معجم الطبراني ١ / ٦٥ ، الاصابة لابن حجر ٢ / ٥٠٢ ، تفسير الرازي ٢ / ٧٠٠ ، السيرة الحلبية ٣ / ٢١٢ ، تفسير الكشاف للزمخشري ١ / ١٩٣ ، أسباب النزول للواحدي ٢٠٣.
(٩) في نسخة الأصل : فارمن ولعله تصحيف.
(١٠) هو الإمام العلامة اللغوي أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب القزويني المعروف بالرازي ، ولد على الأرجح في العقد الأول من القرن الرابع الهجري وكان مسقط رأسه في قرية دكوسف وجياناباذ ، تتلمذ على أبي القاسم الطبراني وأبي بكر أحمد بن الحسن الخطيب ، وأحمد بن طاهر بن النجم ، توفي على الأرجح في سنة ٣٩٥ ه