السارق وهو مؤمن» (١) «لا إيمان لمن لا أمانة له ولا إيمان لمن لا عهد له» (٢).
وأجيب بأنه على قصد التغليظ والمبالغة في الوعيد كقوله تعالى في تارك الحج : (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) (٣)
والمعارضة بمثل قوله (عليهالسلام) : «وإن زنى ، أو سرق ..» حتى قال : «وإن رغم أنف أبي ذر».
السادس ـ لو كان الإيمان هو التصديق لكان كل مصدق بشيء مؤمنا. وعلى تقدير التقييد بالأمور المخصوصة لزم أن لا يكون بغض النبي (عليهالسلام) وإلقاء المصحف في القاذورات ، وسجدة الصنم ، ونحو ذلك كفرا ما دام تصديق القلب ، بجميع ما جاء به النبي (عليهالسلام) باقيا. واللازم منتف قطعا.
وأجيب بأن من المعاصي ما جعله الشارع أمارة عدم التصديق تنصيصا عليه ، أو على دليله. والأمور المذكورة من هذا القبيل ، بخلاف مثل الزنا وشرب الخمر من غير استحلال
السابع ـ أن الإيمان بمعنى التصديق يجامع الشرك ، ونفي الإيمان الشرعي بقوله تعالى: (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (٤)
وقوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) (٥) وأجيب بأن الأول تصديق بالله وحده. وهو غير كاف بالاتفاق. والثاني تصديق باللسان فقط ، وهو محض النفاق.
الثامن ـ ان اسم المؤمن ينبئ عن استحقاق غاية المدح والتعظيم وكفاك قوله تعالى في آخر قصة بعض الأنبياء : (إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) (٦) ومرتكب الكبيرة
__________________
(١) سبق تخريج هذا الحديث.
(٢) الحديث رواه الإمام أحمد بن حنبل في كتابه المسند ٣ : ١٣٥ (حلبى).
(٣) سورة آل عمران آية رقم ٩٧.
(٤) سورة يوسف آية رقم ١٠٦.
(٥) سورة البقرة آية رقم ٨.
(٦) سورة الصافات الآيات رقم ٨١ ، ١١١ ، ١٣٢.