قال : «رجلان من أمّتى لا تنالهما شفاعتى : إمام ظلوم غشوم ، وغال فى الدين مارق منه». وروى أبو سعيد الخدرى أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر». وروى عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «خمسة غضب الله تعالى عليهم ، إن شاء أمضى غضبه عليهم فى الدنيا ، وإلا فمأواهم فى الآخرة النار : أمير قوم يأخذ حقه من رعيته ولا ينصفهم من نفسه ولا يدفع المظالم عنهم ؛ وزعيم قوم يطيعونه فلا يسوى بين الضعيف والقوىّ ويتكلم بالهوى ؛ ورجل لا يأمر أهله وولده بطاعة الله ولا يعلمهم أمور دينهم ولا يبالى ما أخذوا من دنياهم وما تركوا ؛ ورجل استأجر أجيرا فيستعمله ولا يوفيه أجره ؛ ورجل ظلم امرأة مهرها». وقد روى أن عمر بن الخطاب خرج فى جنازة ليصلى عليها ، فلما وضعت فإذا برجل قد سبق إلى الصلاة ، ثم لما وضع الرجل فى قبره تقدم الرجل فوضع يده على التراب وقال : اللهم إن تعذبه فربما عصاك ، وإن ترحمه فإنه فقير إلى رحمتك! طوبى لك إن لم تكن أميرا أو عريفا أو كاتبا أو شرطيا أو جابيا. قال : ثم ذهب الرجل فلم يقدر عليه (١) ، فأخبر عمر به فقال : لعله الخضر (٢) صلىاللهعليهوسلم. وروى عن مالك بن دينار أنه قال : قرأت فى بعض الكتب : «ما من مظلوم دعا بقلب محترق إلا لم تنته دعوته حتى تصعد بين يدى الله ، فتنزل العقوبة على من ظلمه ، أو استطاع أن يأخذ له فلم يأخذ له». وروى أبو هريرة أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «ويل للأمراء! ويل للعرفاء! ويل للأمناء! ليتمنين قوم يوم القيامة أن ذوائبهم (٣) كانت معلقة بالثريا يتدلون بين السماء والأرض وأنهم لم يلوا عملا». وروى أبو بريدة عنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «لا يؤمر رجل على عشيرة فما فوقهم إلا جيء به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه ، فإن كان محسنا فك عنه غلّه ؛ وإن كان مسيئا زيد غلا إلى غله».
__________________
(١) لم يمسكوا به.
(٢) باعتبار من قال بنبوته.
(٣) ذوائبهم : ضفائر شعرهم (أطرافها).