الباب الثانى
فى بيان ألقابهم والكشف عن السبب الداعى لهم على
نصب هذه الدعوة وفيه فصلان
الفصل الأول
فى ألقابهم التى تداولتها الألسنة على اختلاف الأعصار والأزمنة
وهى عشرة ألقاب : الباطنية ، (والقرامطة والقرمطية) (١) ،
(والخرمية والخرمدينية) (٢) ، والإسماعيلية ، والسبعية ،
والبابكية ، والمحمرة ، والتعليمية
ولكل لقب سبب : أما «الباطنية» فإنما لقبوا بها لدعواهم أن لظواهر القرآن والأخبار بواطن تجرى فى الظواهر مجرى اللب من القشر ، وأنها بصورها توهم عند الجهال الأغبياء صورا جلية ، وهى عند العقلاء والأذكياء رموز وإشارات إلى حقائق معينة ؛ وأن من تقاعد عقله عن الغوص على الخفايا والأسرار ، والبواطن والأغوار ، وقنع بظواهرها مسارعا إلى الاغترار ؛ كان تحت الأواصر والأغلال معنى بالأوزار (٣) والأثقال ؛ وأرادوا ب «الأغلال» التكليفات الشرعية. فإن من ارتقى إلى علم الباطن انحط عن التكليف واستراح من أعبائه ، وهم المرادون بقوله
__________________
(١) القرامطة والقرمطية : مسمى واحد.
(٢) الخرمية ، والخرمدينية : مسمى واحد أيضا ؛ ومعهم البابكية.
أ. القرامطة : نسبة إلى حمدان قرمط.
ب. الخرمية : نسبة إلى بابك الخرمى.
(٣) الأوزار : الآثام.