ابن أبى طالب رضى الله عنه عن رسول صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «ألا أدلك على خير أخلاق الأولين والآخرين؟ قال : قلت : بلى يا رسول الله! قال : «تعطى من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك». وروى عن عمر بن (١) عبيد الله أنه قال : «ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان : إذا غضب لم يخرجه غضبه إلى الباطل ، وإذا رضى لم يخرجه رضاه عن الحق ؛ وإذا قدر لم يأخذ ما ليس له».
وقد روى عن على بن الحسين (٢) رضى الله عنهما أنه خرج من المسجد فلقيه رجل فسبه ، فثارت إليه العبيد والموالى ، فقال على بن الحسين : «مهلا عن الرجل». ثم أقبل عليه وقال : «ما ستر عنك من أمرنا لكثير! ألك حاجة نعينك عليها؟» فاستحيا الرجل ورجع إلى نفسه. فألقى إليه خميصة (٣) كانت عليه ، وأمر له بألف درهم. فكان الرجل بعد ذلك يقول : أشهد أنك من أولاد الرسل. وقد روى عنه أيضا أنه دعا مملوكا له مرتين فلم يجبه. ثم أجابه فى الثالثة. فقال له : أما سمعت صوتى؟ قال : بلى! قال : فما بالك لم تجبنى؟ قال : أمنتك. قال : الحمد لله الّذي جعل مملوكى بحيث يأمننى.
وقد حكى أنه جاء غلام لأبى ذر بشاة له قد كسر رجلها ، فقال له أبو ذر : من كسر رجل هذه الشاة؟ قال : أنا. قال : ولم فعلت ذلك؟ قال : عمدا لأغضبك فتضربنى فتأثم ، قال أبو ذر : «لأغيظن من حضك على غيظى» فأعتقه.
وروى عنه أنه شتمه رجل ؛ فقال : يا هذا! إن بينى وبين الجنة عقبة ، فإن أنا جزتها فو الله ما أبالى بقولك ، وإن قصرت دونها فأنا أهل لأشر مما قلت.
وروى ابن عباس عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «ثلاث من لم تكن فيه
__________________
(١) من المعروفين بهذا الاسم : «عمر بن عبيد الطنافسى. روى عن زياد بن علاقة والكبار ، وثقه أحمد وابن معين».
(٢) على بن الحسين : زين العابدين.
(٣) الخميصة : ثوب أسود أو أحمر له أعلام وفى الحديث.