واحدة منهم فلا يعتدن بشيء من عمله : من لم تكن فيه تقوى تحجزه عن معاصى الله ، أو حلم يكفّه عن السفه ، أو خلق يعيش به فى الناس ؛ وثلاث من كان فيه واحدة منهن زوج من الحور العين : رجل اؤتمن على أمانة خفية شهية فأداها من مخافة الله تعالى ، ورجل عفا عن قاتله ، ورجل قرأ : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فى دبر كل صلاة ؛ ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ، ومن أكن خصمه أخصمه : رجل استأجر أجيرا فظلمه ولم يوفه أجره ، ورجل حلف بى ثم غدر ، ورجل باع حرا وأكل ثمنه ، ومن كفل ثلاثة أيتام كان كالذى قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهرا سيفه فى سبيل الله وكنت أنا وهو فى الجنة كهاتين وأشار إلى السبابة والوسطى».
وقد روى عن على رضى الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إن الرجل المسلم ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم ، وإنه ليكتب جبارا وما يهلك إلا أهل بيته».
وروى ابن عباس عن على رضى الله عنهما أنه قال : وصانى رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين زوجنى فاطمة رضى الله عنها خصوصا دون غيرى ، فكان مما أوصانى به أن قال : «يا على! لا تغضب! وإذا غضبت فاقعد واذكر قدرة الله تعالى على العباد وحلمه عنهم ، وإذا قيل لك : اتق الله فاترك غضبك عنك ، وارجع بحلمك».
وقد روى ابن عباس عنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إن لجنهم بابا لا يدخل إلا من شفى غيظه بمعصية الله».
وروى أن إبليس اللعين ظهر لموسى صلىاللهعليهوسلم فقال له : يا موسى! إنك الليلة تناجى ربك ، ولى إليك حاجة فاقضها وأنا أعلمك خصالا ثلاثا فيهن الدنيا والآخرة. فقال له موسى : ما هذه الخصال؟ قال : «إياك والحدّة فإنى ألعب بالرجل الحديد (١) كما تلعب الصبيان بالكرة. يا موسى! إياك والنساء فإنى لم أنصب قط فخا أثبت فى
__________________
(١) الرجل الحديد : القوى الشديد.