الله سبحانه به ، فيفسد نظر العقل عليه بإيجاب التعلم والاتباع ؛ أو يفزع إلى ظواهر القرآن والسنة. ولو صرح له بأنه تلبيس ومحدث. لم يسمع منه ؛ فليسلم له لفظه ؛ ولينتزع عن قلبه معناه بأن يقول : «هذا الظاهر له باطن هو اللباب ، والظاهر قشر بالإضافة إليه ، يقنع به من تقاعد به القصور عن درك الحقائق ، حتى لا يبقى له معتصم من عقل ومستروح من نقل».
(الثالث) ألا يظهر من نفسه أنه مخالف للأمة كلهم ، وأنه منسلخ عن الدين والنحلة ، إذ تنفر القلوب عنه ، ولكن يعتزى إلى أبعد الفرق عن المسلك المستقيم وأطوعهم لقبول الخرافات ، ويتستر بهم ، ويتجمل بحب أهل البيت ؛ وهم الروافض.
(الرابع) : هو أن يقدم فى أول كلامه أن الباطل ظاهر جلي ، والحق دقيق بحيث لو سمعه الأكثرون لأنكروه ونفروا عنه ؛ وأن طلاب الحق والقائلين به من بين طلاب الجهل أفراد وآحاد ، ليهون عليه التميز عن العامة فى إنكار نظر العقل وظواهر ما ورد به النقل.
(الخامس) إن رآه نافرا عن التفرد عن العامة ، فيقول له : «إنى مفش إليك سرا ، وعليك حفظه». فإذا قال : «نعم!» ـ قال : «إن فلانا وفلانا يعتقدون هذا المذهب ، ولكنهم يسرونه» ـ ويذكر له من الأفاضل من يعتقد المستجيب فيه الذكاء والفطنة. وليكن ذلك المذكور بعيدا عن بلده ، حتى لا يتيسر له المراجعة ، كما جعلوا الدعوة بعيدة عن مقر إمامهم ووطنه ، فإنهم لو أظهروها فى جواره لافتضحوا بما يتواتر من أخباره وأحواله.
(السادس) أن يمنيه بظهور شوكة هذه الطائفة وانتشار أمرهم وعلوّ رأيهم ، وظفر ناصريه أعدائهم ، واتساع ذات يدهم ووصول كل واحد منهم إلى مراده حتى تجتمع لهم سعادة الدنيا والآخرة ؛ ويعزى بعض ذلك إلى النجوم ، وبعضه إلى الرؤيا فى المنام إن أمكنة وضع منامات تنتهى إلى المستجيب على لسان غيره.