أخذ العهد عليه ؛ (و) عصا موسى : حجته التى تلقفت ما كانوا يأفكون من الشبه ، لا الخشب ؛ (و) انفلاق البحر : افتراق علم موسى فيها على أقسام ؛ والبحر هو العالم ؛ والغمام الّذي أظلهم : معناه الإمام الّذي نصبه موسى لإرشادهم وإفاضة العلم عليهم ، (و) الجراد والقمل والضفادع : هى سؤالات موسى وإلزاماته التى سلطت عليهم ؛ والمن والسلوى : علم نزل من السماء لداع من الدعاة هو المراد بالسلوى ؛ (و) تسبيح الجبال : معناه تسبيح رجال شداد فى الدين راسخين فى اليقين ، (و) الجن الّذي ملكهم سليمان بن داود : باطنية ذلك الزمان ، والشياطين هم الظاهرية الذين كلفوا بالأعمال الشاقة ؛ (و) عيسى : له أب من حيث الظاهر ، وإنما أراد بالأب : الإمام ، إذ لم يكن له إمام ، بل استفاد العلم من الله بغير واسطة ، وزعموا ـ لعنهم الله! ـ أن أباه يوسف النجار (١) ؛ (و) كلامه فى المهد : اطلاعه فى مهد القالب قبل التخلص منه على ما يطلع عليه غيره بعد الوفاة والخلاص من القالب ؛ (و) إحياء الموتى من عيسى معناه الإحياء بحياة العلم عن موت الجهل بالباطن ؛ وإبراؤه الأعمى : معناه عن عمى الضلال وبرص الكفر ببصيرة الحق المبين ؛ (و) إبليس وآدم : عبارة عن أبى بكر وعلى ، إذ أمر أبو بكر بالسجود لعلى والطاعة له فأبى واستكبر ، (و) الدجال زعموا أنه أبو بكر ، وكان أعور إذ لم يبصر إلا بعين الظاهر دون عين الباطن ؛ ويأجوج ومأجوج : هم أهل الظاهر.
هذا من هذيانهم فى التأويلات حكيناها ليضحك منها ؛ ونعوذ بالله من صرعة الغافل وكبوة الجاهل ؛ ولسنا نسلك فى الرد عليهم إلا بمسالك ثلاثة : إبطال ، ومعارضة ، وتحقيق.
أما الإبطال فهو أن يقال : بم عرفتم أن المراد من هذه الألفاظ ما ذكرتم؟ فإن أخذتموه من نظر العقل فهو عندكم باطل ؛ وإن سمعتموه من لفظ الإمام المعصوم
__________________
(١) يوسف النجار : خطيب مريم ؛ وهم فى قولهم هذا يوافقون اليهود بدعواهم الزنى على مريم عليهاالسلام (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ).