أجرى العناكيبَ وصفا عليهن وأنشد أبو عثمان
* مِئْبرَة العُرْقُوب إشْفَى المِرْفَق*
فوصف المِرْفَق بالاشْفَى لما أراد من الدِّقَّة والهُزَال وخِلَاف الدَّرَم وكذلك قوله تعالى (هُوَ أُذُنٌ) أَجْرَى على الجملة اسمَ الجارحة لارادته كثْرَةَ استعماله لها فى الاصغاء بها ويجوز أن يكون فُعُلا من أَذِن اذا استمع والمعنى أنه كثير الاستعمال مثل شُلُل ويقوّى ذلك أن أبا زيد قال قالوا رجل أُذُن ويَقَنٌ ـ اذا كان يُصَدِّق ما يَسْمع فكما أن يَقَنٌ صفةٌ كبَطَل كذلك اذُن كشُلُل* على* هذا التمثيل يوهمنى أنه يُقُن كما مثل أُذُنا بشُلُلٍ* قال* وقد زعم قوم أنْ أُذُنا مثقل من أُذْن كما أن قُرُبة مثقَّل من قُرْبة فجعلوا التخفيف فى هذا الباب أصلا والتثقيلَ فرعًا* قال* ولا يجوز أن يكونَ التخفيفُ فى مثل هذا الاصلَ ثم يُثَقَّل لأن ذلك يجىءُ على ضربين أحدهما فى الوَقْف والآخر أن تُتْبع الحركَةَ التِى قبلَها فأما ما كان من ذلك فى الوَقْف فنحو قوله
* انَا ابنُ ماوِيَّةً اذْ جَدَّ النَّقُرْ*
فحرك العينَ بالحركة التى كانَتْ للام فى الادراج وأما ما كان من إتْباع ما كان قبلها فنحو قول الشاعر
اذا تَجَرَّدَ نَوْحٌ قامَتَا عَجَلاً |
|
ضَرْبا ألِيماً بِسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدَا |
فالكسر فى اللام انما هو لِاتْباع حركة فاء الفعل ألا ترى أنه لا يجوز أن يكون الاتْباع فى البيت الاوّل لأن حرف الاعراب الذى هو فى هذا البيت قد تَحَرَّك بحركَته التى يَسْتَحِقُّها وظهر ذلك فى اللفظ والحركَةُ التى حَرَّكْتَ بها اللامَ التى هى عين فى اللام من قوله الجِلِد ليست على حَدِّ ضَمَّة النَّقُر وليس اذُن وقُرُبة فى واحد من هذين الخبرين لأنه غير موقوف عليه ولا ينبغى أن يُحْمَلَ على التحريك إتباعا بحركة ما قبلها لأن ذلك أيضا يكون فى الوَقْف أو فى الضرورة واذا لم يَجُزْ حملُها على واحد من الأمرين علمت أن الحركة هى الاصل فى مثل هذا وأن الاسْكان تخفيف كما أسكنوا الرُسُل والكُتُب والاذُن والطُّنُب* على* هَكذا أنشد البيت قامَتَا عَجَلا والرواية قامتا معه وهو الصحيح* أبو عبيد* الحُذُنَّتان ـ الاذُنان ـ وأنشد