فصحاء العرب لقوله تعالى (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ)(فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ)(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ (لِبَعْضٍ ظَهِيراً). والتحدي مع امتناعهم عن الإتيان بمثله مع توفر الدواعي عليه إظهارا لفضلهم وإبطالا لدعواه وسلامة من القتل يدل على عجزهم وعدم قدرتهم على المعارضة. وأما ظهوره على يده فبالتواتر.
الثاني أنه نقل عنه معجزات كثيرة كنبوع الماء من بين أصابعه صلىاللهعليهوآله حتى اكتفى الخلق الكثير من الماء القليل بعد رجوعه من غزاة تبوك
وكعود ماء بئر الحديبية لما استقاه أصحابه بالكلية وتنشف البئر فدفع سهمه إلى البراء بن عازب فأمره بالنزول وغرزه في البئر فغرزه فكثر الماء في الحال حتى خيف على البراء بن عازب من الغرق.
ونقل عنه عليهالسلام في بئر قوم شكوا إليه ذهاب ماءها في الصيف فتفل فيها حتى انفجر الماء الزلال منها فبلغ أهل اليمامة ذلك فسألوا مسيلمة لما قل ماء بئرهم ذلك فتفل فيها فذهب الماء أجمع.
ولما نزل قوله تعالى (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال لعلي عليهالسلام شق فخذ شاة وجئني بعس من لبن وادع لي من بني أبيك بني هاشم ففعل علي عليهالسلام ذلك ودعاهم وكانوا أربعين رجلا فأكلوا حتى شبعوا ما يرى فيه إلا أثر أصابعهم وشربوا من العس حتى اكتفوا واللبن على حاله فلما أراد أن يدعوهم إلى الإسلام قال أبو لهب كاد ما سحركم محمد فقاموا قبل أن يدعوهم إلى الله تعالى فقال لعلي عليهالسلام افعل مثل ما فعلت ففعل في اليوم الثاني كالأول فلما أراد أن يدعوهم عاد أبو لهب إلى كلامه فقال لعلي عليهالسلام : افعل مثل ما فعلت ففعل مثله في اليوم الثالث فبايع عليا عليهالسلام على الخلافة بعده ومتابعته.
وذبح له جابر بن عبد الله عناقا يوم الخندق وخبز له صاع شعير ثم دعاه عليهالسلام فقال أنا وأصحابي فقال نعم ثم جاء إلى امرأته وأخبرها بذلك فقالت له أأنت قلت امض وأصحابك؟ فقال لا بل هو لما قال أنا وأصحابي قلت نعم فقالت هو أعرف بما قال فلما