قال : ولحديث الغدير المتواتر.
أقول : هذا دليل آخر على إمامة علي عليهالسلام وتقريره أن النبي صلىاللهعليهوآله قال في غدير خم وقد رجع من حجة الوداع معاشر المسلمين ألست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى قال صلىاللهعليهوآله من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. وقد نقل المسلمون كافة هذا الحديث نقلا متواترا لكنهم اختلفوا في دلالته على الإمامة ووجه الاستدلال به أن لفظة مولى تفيد الأولى لأن مقدمة الحديث تدل عليه ولأن عرف اللغة يقتضيه وكذا الاستعمال لقوله تعالى (النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ) أي أولى بهم وقول الأخطل (فأصبحت مولاها من الناس كلهم) وقولهم مولى العبد أي الأولى بتدبيره والتصرف فيه ولأنها مشتركة بين معان غير مرادة هنا إلا الأولى ولأنه إما كل المراد أو بعضه ولا يجوز خروجه عن الإرادة لأنه حقيقة فيه ولم يثبت إرادة غيره.
قال : ولحديث المنزلة المتواتر.
أقول : هذا دليل آخر على إمامة علي عليهالسلام وتقريره أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وتواتر المسلمون بنقل هذا الحديث لكنهم اختلفوا في دلالته على الإمامة وتقرير الاستدلال به أن عليا عليهالسلام له جميع منازل هارون من موسى بالنسبة إلى النبي صلىاللهعليهوآله لأن الوحدة منفية هنا للاستثناء المشروط بالكثرة وغير العموم ليس بمراد للاستثناء المخرج ما لولاه لوجب دخوله كالعدد والأصل عدم الاشتراك ولانتفاء القائل بالكثرة من دون العموم ولعدم فهم المراد من خطاب الحكيم لولاه ومن جملة منازله الخلافة بعده لو عاش لثبوتها له في حياته.
قال : ولاستخلافه على المدينة فيعم للإجماع.
أقول : هذا دليل آخر على إمامته عليهالسلام وتقريره أن النبي صلىاللهعليهوآله