عليهالسلام يوما على المنبر سلوني قبل أن تفقدوني فو الله لا تسألوني عن فئة تضل مائة وتهدي مائة إلا نبأتكم بناعقها وسائقها إلى يوم القيامة فقام إليه رجل فقال أخبرني كم في رأسي ولحيتي من طاقة شعر فقال أمير المؤمنين عليهالسلام لقد حدثني خليلي بما سألت عنه وأن على كل طاقة شعر في رأسك ملكا يلعنك وعلى كل طاقة شعر في لحيتك شيطانا يستفزك وأن في بيتك لسخلا يقتل ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلما كان من أمر الحسين عليهالسلام ما كان تولى قتله والأحاديث في ذلك أكثر من أن تحصى نقلها المخالف والمؤالف.
قال : واستجابة دعائه.
أقول : هذا وجه خامس عشر وتقريره أن عليا عليهالسلام كان مستجاب الدعوة سريعا دون غيره من الصحابة فيكون أفضل منهم وتقرير المقدمة الأولى ما نقل بالتواتر عنه عليهالسلام في ذلك كما دعا على بسر بن أرطاة فقال : اللهم إن بسرا باع دينه بالدنيا فاسلبه عقله ولا تبق له من دينه ما يستوجب به عليك رحمتك فاختلط عقله. واتهم العيزار برفع أخباره إلى معاوية فأنكر فقال له عليهالسلام إن كنت كاذبا فأعمى الله بصرك فعمي قبل أسبوع. واستشهد جماعة من الصحابة عن حديث الغدير فشهد له اثنا عشر رجلا من الأنصار وسكت أنس بن مالك فقال له يا أنس ما يمنعك أن تشهد وقد سمعت ما سمعوا فقال يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت فقال اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببياض الوضح لا تواريه العمامة فصار أبرص. وكتم زيد بن أرقم فذهب بصره وغير ذلك من الوقائع المشهورة.
قال : وظهور المعجزات عنه.
أقول : هذا وجه سادس عشر وتقريره أنه عليهالسلام ظهرت عنه معجزات كثيرة ، وقد تقدم ذكر بعضها ولم يحصل لغيره من الصحابة ذلك فيكون أفضل منهم.