تُسَهِّد من نَوْمِ العِشاءِ سَلِيمَها |
|
لِحَلْى النِّساء فى يَدَيْه قَعاقِعُ |
قال لحلْى النِّساء على أحد أمْريْن إمَّا على قوله
* كُلُوا فى بَعْضِ بَطْنِكُمُ تَعفُّوا*
وقوله
* قد عَضَّ أعناقَهُم جِلْدُ الجَوامِيس*
أو يكون على قوله تعالى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها) فيُرِيد به الكثْرةَ* وقال الشاعر
برَيْحانَةٍ من بَطْنِ حَلْيةَ نَوَّرتْ |
|
لها أرَجٌ ما حَوْلَها غيْرُ مُسْنِتِ |
فان كان هذا المكانُ سُمِّى بواحد حَلْى كتَمْرة وتَمْر كان حَلْى جمعا ويكونُ قوله لحَلْىِ النساء جَمْعا قد أُضِيف الى جمْع وقال عزوجل (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ) وقال (وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً) فيجوز أن تكون الحِلْية كُسِرت مع علامة التأنيت وفتح بلا هاء فقيل حَلْى كما قيل البَرْك والبرْكة للصَّدْر وقال
* وَلَوْحُ ذِراعَيْنِ فى بِرْكة*
فأمَّا وجه قول من ضمَّ من حُليِّهِم فانَّ حَلْيا لا يَخْلو من أن يكونَ جمعا على حدِّ نَخْل وتَمْر أو مفردا فيكون حَلْى وحُلىِّ وحِلىِّ كقولهم كَعْب وكُعُوب وفَلْس وفُلُوس فلما جُمِع أُبْدل من الواو الياءُ لادغامها فى الياء وأُبْدل من الضمَّة كسرةٌ كما أبْدِلت فى مَرْمِىٍّ ويجوز أن يكونَ حَلْى جمعا كتمْر وجُمِع على فُعُول كما جمع صَفًا على صُفِىٍّ فى قوله
* مواقِعُ الطَّير على الصُّفِىِّ*
ومن كسَر الحاءَ فلأن المُكَسَّر من الجموع قد غُيِّر عما كان عليه الواحِد فى اللفظ والمَعْنى كما أن الاسم المضافَ اليه كذلك ألا تَرَى أن الاسم المكسَّرَ فى الجمع يدل بالتكسير على الكثرة وأن البناءَ قد غُيِّر فى التكسير كما أن الاسم المُضاف اليه كذلك وذلك أنه بالنَّسَب صار صِفَة وكان قبلُ اسما وقد تغيَّر فى اللفظ بما لَحِقَه من الزِّيادة فلما غُيِّر الاسمُ تَغْييرَيْنِ قَوِى هذا التغييرُ على تَغْيير الفاءِ كما قَوِىَ النسبُ للتَّغْيِيرين على حذْف الياء فى نحو حَنَفِىّ وجَدَلىّ فقال حِلِىّ وعِصِىّ والتغيير فى مِثْل هذا مطَّرد إلا أن يَشِذّ منه شئ نحو إنَّكم لتنظرون فى نُحُوّ كثيرة وكما أنشد أحمدُ بن يحيى