يَتَرَبَّل الشجر ويَسْتَخْلِف وأنشد
تُبِيح لنا أَرْماحُنا كُلَّ عازبٍ |
|
من الصَّفَرِىِّ سُوقُه قد تَوَلَّتِ |
الصَّفَرِيَّة ـ أواخر الحر وأوائل البرد* قال* ويَسْأل الرجلُ صاحبَه فى زمان الصَّفَرِية كيف مالُك فيقول قد تَصَفَّرَ المالُ وحَسُنَتْ حالُه اذا ذَهَبت عنه وَغْرَةُ القَيْظ وجمعُ الرَّبْل رُبُولٌ وان كان فى الاصل اسما لجمع قال الشاعر ووصف ظبية
لَها من وَراقٍ ناعمٍ ما يُكِنُّها |
|
مَرَبٌّ فتَرْعاه الضُّحَى ورُبُول |
يُكِنُّها ـ يَصُونُها فلا تَطْلُبُ غَيْرَهُ* والوَرَاق ـ الخُضْرة ما كانت فأراد أن لها مع الرَّبْل وَرَاقًا من غيره وذلك أن من النبات نباتا تَدُوم خُضْرته الى آخر القَيْظ حتى يَتَّصل بالرَّبْل فيجتمع المَرْعَيَانِ ومنه قول العَجَّاج
فاجْتَمَع الرَّبيعُ والرَّبْلِىُّ |
|
مَكْرًا وجَدْرًا واكْتَسَى النَّصِىُ |
وهذه التى عَدَّدَ ضروبٌ مما يَتَربَّل من النبات واكْتَسى النَّصِىُّ ـ أى اكتسى بالورق الجديد من الرِّيحة ولهذا قال الاصمعى فى وصف العرب تَيْسَ الحُلَّب بالسرعة حين شَبَّهت الفرسَ به فقالت (١) لانه اتصل له الربيعُ والرَّبْلُ* قال* وأَسْرَعُ الظِّباء تَيْسُ الحُلَّب لانه قد رعى الربيع والرَّبْلَ فاتَّصَل له المَرْعَى والرِيحةُ تكون من الحُلَّب وهو ـ أن يظهر النبت فى أصوله التى بَقِيَتْ من عام أول فى مَرَبٍّ يَرُبُّ الثَّرَى* صاحب العين* المَقِيظَةُ ـ نبات أَخْضَرُ يبقَى الى القَيْظ يكون عُلْقَةً للابل اذا يَبِس ما سواء* غيره* النباتُ اذا سَلَخ ثم عاد واخْضَرَّ فهو ـ سالخٌ من الحَمْضِ وذلك الى نصف الشهر أو عشرين ليلة أكثر ذلك* أبو حنيفة* وَهَفَ النباتُ وَهْفا وَوهِيفًا ـ اهْتَزَّ واشتدَّت خُضْرته* أبو صاعد* الصَّرَباتُ أشياءُ تَنْبُت إما مِنْ مَطَرٍ قليل وإما خُضْرةٌ رُعِيت ثم تُخُيِّرتْ بعد اليابس وقد صَرِبَت الارض وهى بلاد كان أصابها أوّل الربيع ثم دَلَكَها الناسُ حتى طَسَم تُرابُه ثم بَذَر الناسُ وتَرَكُوها فنبتت بشئ يسير بعد ذلك وأرض صاربةٌ ـ فيها صُرَيْبة من مَرْبَع ولا تكون الصَّرَبةُ الا فى الخَلَاء* ابن الاعرابى* الخَضْبُ من النبات ما يُصِيبه المَطَرُ فيَخْضَرُّ وجمعه خضوب وكلُّ بهيمةٍ أكَلَتْه فهى ـ خاضِبٌ
__________________
(١) قلت قد سقط مقول فقالت يقينا وقائله امرؤ القيس وهو قوله وغيث من الوسمي حو تلاعه تبطنته بشيظم صلتان مكر مفر مقبل مدبرمعا كتبس ظباء؟ العدوان وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين