هو عين الأشياء في الظهور ، وليس هو عين الأشياء في ذواتها سبحانه ، بل هو هو ، والأشياء أشياء.
فإذن الأشياء غيره ، باعتبار التعيّن والتقيّد ، ومخالطة الأعدام ، والنقائص ، وإن كانت عينه من حيث الوجود والحقيقة.
ومن هنا يعلم أن الأشياء من حيث هي أشياء ، وباعتبار ذواتها ، ليست في مرتبة ذاته تعالى ، كان الله ولم يكن معه شيء ، وإن كان هو من حيث هو عين الأشياء ، والعلم بها ، والله بكل شيء محيط.
وصل
فعلمه سبحانه بالأشياء ـ من حيث إنّه عين ذاته تعالى ـ متبوع للأشياء ، ومقدّم على إيجادها ، ومن حيث إنّه عين الأشياء تابع لها ، ومقارن لإيجادها ، بل هو عين إيجادها.
ومعلومية الأشياء له تعالى بالاعتبار الأوّل عبارة عن كونها ظاهرة له في ذاته بذاته ، حيث إنها عين ذاته بحسب الحقيقة الوجودية.
وبالاعتبار الثاني عبارة عن كونها ظاهرة له في ذواتها بأنفسها ، على قدر وجودها ونوريّتها ، سواء كانت موجودات عينية قائمة بذواتها ، أو صورا إدراكية قائمة بحالها ، كلية أو جزئية ، عقلية أو حسّية ، جواهرا أو أعراضا ، وظهورها له بهذا الاعتبار هو بعينه صدورها عنه ، منكشفة عنده ، حاضرة لديه.
والأشياء بالاعتبار الأوّل علم الله ، وهي بهذا الاعتبار عند الله ، وبالاعتبار الثاني معلومات الله ، وهي بهذا الاعتبار عند أنفسها ، وما عند الله منها أحقّ ممّا