ورأيت الآمدي يسرف في استرذال قوله :
* لم يأن حتى جئ كيما يقطفا *
ولعمري إنه لفظ غير مطبوع وفيه أدنى ثقل ، ومثل ذلك يغفر لما لا يزال يتوالى من إحسانه ويترادف من تجويده.
ووجدته أيضا يذمه غاية الذم على البيت الأخير الذي أوله :
* ما كان يخطر قبل ذا في فكره *
ويصفه بغاية الاضطراب والاختلال. وليس الأمر على ما ظنه ، إذ البيت جيد ، وإنما ليس رونق الطبع فيه ظاهرا ، وليس ذلك بعيب.
* * *
وله وهو ابتداء قصيدة :
يضحكن من أسف الشباب المدبر |
|
يبكين من ضحكات شيب مقمر |
ووجدت أبا القاسم الآمدي يغلو في ذم هذا البيت ، وقال : هذا بيت ردئ ما سمعت يضحك من الأسف إلا في هذا البيت. قال : وكأنه أراد قول الآخر :
* وشر الشدائد ما يضحك *
فلم يهتد لمثل هذا الصواب. قال : وقوله :
* من ضحكات شيب مقمر *
ليس بالجيد أيضا ، ولو كان ذكر الليل على الاستعارة لحسن أن يقول (مقمر) لأنه كان يجعل سواد الشعر ليلا وبياضه بالمشيب أقماره ، لأن قائلا لو قال (قد أقمر ليل رأسي) كان من أصح الكلام وأحسنه وإن لم يذكر الليل أيضا حتى يقول