* * *
وله أيضا :
ها هو الشيب لائما فأفيقي |
|
واتركيه إن كان غير مفيق |
فلقد كف من عناء المعنى |
|
وتلافي من اشتياق المشوق |
عذلتنا في عشقها أم عمرو |
|
هل سمعتم بالعاذل المعشوق |
ورأت لمة ألم بها الشيب |
|
فريعت من ظلمة في شروق |
ولعمري لولا الأقاحي لأبصرت |
|
أنيق الرياض غير أنيق |
وسواد العيون لو لم يكمل |
|
ببياض ما كان بالموموق |
ومزاج الصهباء بالماء أملا |
|
بصبوح مستحسن وغبوق |
أي ليل يبهى بغير نجوم |
|
أو سماء تندى بغير بروق |
قال الآمدي : أخذ قوله (أي ليل يبهى بغير نجوم) من قول الشاعر :
أشيب ولم أقض الشباب حقوقه |
|
ولم يمض من عهد الشباب قديم |
تفاريق شيب في السواد لوامع |
|
وما خير ليل ليس فيه نجوم |
وقد قلنا : إنه لا ينبغي أن يقال أخذ فلان كذا من فلان ، وإنما يقال في البيتين إنهما يتشابهان ويتشاكلان وإن هذا نظير ذاك ويزاد على ذلك. ويشبه قول البحتري :
ولعمري لولا الأفاحي لأبصرت أنيق الرياض غير أنيق
قول الشاعر :
لا يرعك المشيب يا ابنة |
|
عبد الله فالشيب حلية ووقار |
إنما تحسن الرياض إذا ما |
|
ضحكت في خلالها الأنوار |