ما نازل الشيب في رأسي بمرتحل |
|
عني وأعلم أني عنه مرتحل |
من لم يعظه بياض الشعر أدركه |
|
في غرة حتفه المقدور والأجل |
من أخطأته سهام الموت قيده |
|
في طول السنين فلا لهو ولا جذل |
* * *
وله وهو أول قصيدة :
أراعي بلوغ الشيب والشيب دائبا |
|
وأفنى الليالي والليالي فنائيا |
تلون رأسي والرجاء بحاله |
|
وفي كل حال لا يغب الأمانيا |
ومنها :
وعارية الأيام عندي شبيبة |
|
أساءت لها قبل الأوان التقاضيا |
أرى الدهر غصابا لما ليس حقه |
|
فلا عجب أن يسترد العواريا |
وما شبت من طول السنين وإنما |
|
غبار حروب الدهر غطى سواديا |
وما انحط أولى الشعر حتى نعيته |
|
فبيض هم القلب باقي عذاريا |
ويشبه تشبيهه الشيب وإضافته ذلك |
|
إلى حروب الدهر قول ابن المعتز : |
صدت شرير وأزمعت هجري |
|
وصغت ضمائرها إلى الغدر |
قالت كبرت وشبت قلت لها |
|
هذا غبار وقائع الدهر |
وقال ابن الرومي :
أطار غبار الشيب فوق مفارقي |
|
تلوى سني الراكضات أماميا |
ولأبي الجنوب :
قالت أرى شيبا برأسك قلت لا |
|
هذا غبار من غبار العسكر |
وقصر غاية التقصير عن ابن المعتز وابن الرومي ، لأنهما مع التشبيه للشيب