ولقائل أن يقول في البيت الذي هو :
يا حبذا ضيفك من |
|
مفارق وإن غدر |
أي غدر يليق بالشباب وهو لم يفارق مختارا بل مضطرا؟
فالجواب عنه : أن الغدر بالفراق إنما يكون متى كان عن غير سبب أوجب المفارقة ومع الايثار للمواصلة والمقام ، فكأن الشباب لما تعجل قبل حينه وأوان فراقه من غير سبب من ذي الشباب أوجب ذلك نسب إليه الغدر توسعا واستعارة وتشبيها.
* * *
وله من قصيدة :
يا قاتل الله ريعان الشباب وما |
|
خلى علي من الأشجان والغلل |
وروضة من سواد الرأس حالبة |
|
كان المشيب إليها رائد الأجل |
قالوا الخضاب لود البيض مطمعة |
|
قد ضل طالب ود البيض بالحيل |
فلقوله رحمه الله " كان المشيب إليها رائد الأجل " من الاحسان والعذوبة ما شاء.
* * *
وله من قصيدة :
إليك فقد قلصت شرتي |
|
بعيد البياض قلوص الظلال |
وبدلت مما يروق الحسان |
|
من منظر ما يروع الغوالي |
سواد تعذر زور البياض |
|
علوق الضرام برأس الذبال |