الذي شق على الوجه البصر.
ويقرب من هذه الحكاية أن النبي صلىاللهعليهوسلم : كان يقرأ في سجدة التلاوة : «سجد وجهي للذي خلقه [وصوّره] (١) وشق سمعه وبصره بحوله وقوته» وكان علي ابن أبي طالب يقول: سبحان من بصرني بشحم ، وأسمعني بعظم ، وأنطقني بلحم (٢).
السابع عشر : كان بعض الملوك قد وقع في قلبه شك في وجود الله تعالى ، وكان له وزير عاقل ، وكانت العادة جارية بأن ذلك الوزير كان يتخذ لذلك الملك ضيافة في كل سنة مرة واحدة فأمر الوزير في بعض المفاوز الخالية بوضع الزرع والضرع فيها وباجراء المياه الجارية وبناء البساتين الطيبة ، ووضع القصور العالية. ثم حضر السلطان في تلك المواضع فتعجب السلطان ، وقال للوزير : كيف عمرت هذه المواضع؟ فقال الوزير : أطال الله بقاء السلطان إني ما عمرتها ، ولكنها كانت خرابا قفرا الى هذه الأيام القريبة ، ثم إنا لما عدنا وجدنا هذه الأشياء حدثت من تلقاء نفسها من غير بان ولا مصلح ، فاشتد غضب السلطان ، وقال : كيف يليق بمثلك أن يهزأ بي؟ فقال : أطال الله بقاء السلطان ، إذا كان حدوث هذا القدر من العمارة بلا معمار ولا مصلح ممتنعا ، فحدوث العالم الأعلى والأسفل مع كثرة ما فيها من العجائب ، والغرائب بلا موجد (٣) ولا مدبر أولى بالامتناع. فانتبه السلطان من هذا الكلام ، وعاد إلى الدين الحق.
الثامن عشر : سئل جعفر بن محمد [الصادق] (٤) عن الدليل فقال للسائل : أخبرني عن حال هذا العالم ، لو كان له مدبر [ومباشر] (٥) وحافظ.
__________________
(١) من (ز).
(٢) في (س) : أبصر بشحم.
(٣) مقدر (ش).
(٤) من (س).
(٥) من (ز).