الموجودين في ذلك الدور (١) كان المقصود الأصلي من هذا العالم العنصري ، هو وجود ذلك الشخص. ولا شك أن المقصود بالذات هو الكامل. وأما الناقص فإنه يكون مقصودا بالعرض [فثبت : أن ذلك الشخص هو الكامل وثبت : أن ذلك الشخص (٢)] هو القطب لهذا العالم العنصري ، وما سواه فكالتبع له. وجماعة [من (٣)] الشيعة الإمامية ، يسمونه بالإمام المعصوم. وقد يسمونه بصاحب الزمان. ويقولون. بأنه غائب. ولقد صدقوا في الوصفين أيضا. لأنه لما كان خاليا عن النقائص ، التي هي حاصلة في غيره ، كان معصوما من تلك النقائص. وهو أيضا صاحب الزمان ، لأنا بينا : أن ذلك الشخص هو المقصود بالذات في ذلك الزمان ، وما سواه فالكل أتباعه. وهو أيضا : غائب عن الخلق لأن الخلق لا يعلمون أن ذلك الشخص هو أفضل أهل هذا الدور [وأكملهم وأقول ولعله لا يعرف ذلك الشخص أيضا : أنه أفضل أهل الدور (٤)] لأنه وإن كان يعرف حال نفسه إلا أنه لا يمكنه أن يعرف حال غيره ، فذلك الشخص لا يعرفه غيره ، وهو أيضا لا يعرف نفسه. فهو كما جاء في الأخبار الإلهية أنه قال تعالى : «أوليائي تحت قبابي ، لا يعرفهم غيري».
فثبت بهذا : أن كل دور لا بد وأن يحصل فيه شخص موصوف بصفات الكمال. ثم إنه لا بد وأن يحصل في هذه الأدوار المتلاحقة : دور يحصل فيه شخص واحد يكون هو أفضل من كل أولئك الذين كل واحد منهم صاحب دوره ، وفريد عصره ، وذلك الدور المشتمل على مثل ذلك الشخص ، إنما لا يوجد في ألف سنة ، أو أكثر ، أو أقل ، إلا مرة واحدة ، فيكون ذلك الشخص هو الرسول الأعظم ، والنبي المكرم ، وواضع الشرائع ، والهادي إلى الحقائق. وتكون نسبته إلى [سائر أصحاب الأدوار كنسبة الشمس إلى سائر الكواكب. ثم لا بد وأن يحصل في أصحاب الأدوار إنسان ، هو أقربهم (٥)] إلى
__________________
(١) الوقت (ت ، ؤ).
(٢) من (ت ، ط).
(٣) من (ت).
(٤) من (ل).
(٥) من (ل ، ط) واعلم أن كلام فخر الدين منقوض بأن محمدا صلىاللهعليهوسلم خاتم النبيين.