خزانة الخيال ، فعند النوم ، ترتسم تلك الصورة في الحس المشترك ، فتصير مشاهدة محسوسة.
والثاني : إن القوة الفكرية إذا ألفت صورة ، ارتسمت تلك الصورة في الخيال ، ثم في وقت النوم تنتقل تلك الصورة إلى الحس المشترك ، فتصير محسوسة ، كما أن الإنسان إذا تفكر في الانتقال من بلد إلى بلد ، أو حصل في خاطره رجاء شيء ، أو خوف من شيء ، فإنه يرى تلك الأحوال في النوم.
والثالث : إن مزاج الروح الحامل للقوة المفكرة إذا تغير ، فإنه تتغير أفعال القوة المفكرة. ولهذا السبب ، فإن الذي يميل مزاجه إلى الحرارة يرى في النوم : النيران والحريق والدخان ، ومن مال مزاجه إلى الرطوبة يرى [الثلوج ومن مال مزاجه إلى الرطوبة يرى (١)] الأمطار. ومن مال مزاجه إلى اليبوسة يرى التراب والألوان المظلمة. فهذه الأنواع الثلاثة ، لا عبرة بها البتة ، بل هي من قبيل أضغاث الأحلام. وأما الرؤيا الصادقة. فالكلام في ذكر سببها ، يتفرع على مقدمتين :
إحداهما : إن جميع الأمور الكائنة في هذا العالم الأسفل مما كان ، ومما سيكون ، ومما هو كائن موجود في علم الباري تعالى. وعلم الملائكة العقلية ، والنفوس السماوية.
[والثانية : إن (٢)] النفس الناطقة من شأنها (٣) أن تتصل بتلك المبادي ، وتنتقش فيها الصورة المنتقشة في تلك المبادي. وعدم حصول هذا المعنى ليس (٤) لأجل البخل من تلك المبادي ، أو لأجل أن النفس الناطقة غير
__________________
(١) من (ل).
(٢) من (ل).
(٣) ومن شأن النفوس الناطقة أن تتصل (ت).
(٤) عبارة عن (ت) هكذا : وعدم حصول ليس هو لأجل تلك المبادي ، أو لأجل المنع من تلك المبادي ، وينقش فيها منها الصورة المنقشة في تلك المبادي ، لأجل أن النفس الناطقة غير قابلة لتلك الصور ، بل لأجل أن النفس الناطقة غير قابلة لتلك الصور ، بل لأجل أن استغراق ... الخ.