[سنين. ثم زالت عنه تلك الحالة (١)] قال : فأخبرني جماعة من المنجمين : أن الجان يخبر ذلك الرجل. لأنه وقع في قسمه ، ما يوجب التكهن. فلما زالت تلك القسمة ، زالت تلك الصفة عن ذلك الرجل.
الاحتمال السادس : اتفقت الفلاسفة والصائبة على أن الأفلاك والكواكب أحياء ناطقة ، مطلعة على جميع أحوال هذا العالم. وفي الناس من يدعي : أن الرجل إذا واظب على قراءة رقى مخصوصة [أياما مخصوصة (٢)] على شرائط مخصوصة ، فإنه يتجلى له روح ذلك الكوكب ، ويعينه على مقاصده وأغراضه. وكتب أصحاب الطلسمات في دعوة الكواكب مملوءة من هذه الكلمات.
إذا عرفت هذا الكلام فنقول : إنه وإن لم يثبت بالدليل صحة ما ذكروه ، إلا أنه لا أقل من الاحتمال. ومع قيام هذا الاحتمال ، لا يمكن القطع بأن خالق المعجزات هو الله تعالى. بل [لا يمتنع أن (٣)] يكون فاعلها هو هذه الكواكب ، ومن نظر في كتب السحر والطلسمات ، رأى حكايات عجيبة في هذا الباب. وكتاب «تنكلوشا» كتاب مشهور ، موجود في أيدي الناس ، وفيه من هذا الباب شيء كثير ، وقول من يقول : إنه من باب الخرافات كلام ما به بأس ، إلا أنه لا يدفع السؤال. لأن السائل لا حاجة به إلى إقامة [الدليل على صحة ما ذكره في السؤال. وإنما المجيب هو المحتاج إلى إقامة (٤)] الدلالة على أن ذلك الوجه محال باطل قطعا.
واعلم أن الفرق بين هذا السؤال ، وبين ما قبله :
أما في السؤال الأول جعلنا الكواكب ، موجبة بالذات ، لهذه الآثار العجيبة ، بحسب الشرائط المختلفة ، والأشكال الفلكية المتعاقبة.
__________________
(١) سقط (ت).
(٢) سقط (ل) ، (طا).
(٣) سقط (ت).
(٤) من (ل) ، (طا).