وتمام الحجة على الأشقياء وفيه فساد ظاهر إذ بعد فرض كون ما يترتب على الإطاعة والمعصية من السعادة والشقاوة ذاتيا لا يعلل والذاتي لا يختلف ولا يتخلف كان وجود هذا النافع الممد وعدمه على السواء وهل يتصور تأثير شيء خارج عن ذات الإنسان مثلا في كونه حيوانا أو ناطقا أو في كيفية اتصافه بهما من تقديم وتأخير أو تعجيل وتأجيل أو شدة وضعف أو خفاء وظهور وهل يتصور إتمام حجة عليه في ذلك وأي حجة تتصور للإنسان على ربه في كونه إنسانا مثلا حتى تمس الحاجة إلى دفعه بأنه إنسان وبذاته لا بجعل جاعل يتوسط بينه وبين ذاته وهو ظاهر.
قوله رحمه الله ليس في المعصية الواحدة إلا منشأ واحد إلخ :
قد عرفت وجه ترتب الثواب والعقاب وإن منشأه غير منشأ ترتب المدح والذم.
قوله رحمه الله من دون أن يؤخذ شرعا في خطاب (اه) :
مما قام عليه البرهان في محله إن العلم عين المعلوم بالذات وإن المعلوم بما هو معلوم لا وجود له باستقلاله بل هو موجود بوجود العالم ومقتضى هاتين القضيتين إن العلم ليس ذا وجود مستقل على حد ساير الأوصاف والكيفيات الحقيقية المحمولة بالضميمة فلا معنى لكونه وصفا مرآتيا فانيا في المعلوم على انا قدمنا في بحث الوضع ان الفناء في الأمور الحقيقية لا معنى له لاستلزامه كون الشيء موجودا غير موجود.