فتبين بذلك ما في كلامه رحمه الله من وجوه الفساد.
منها عدو له عن سلك مجازات الأعمال إلى سلك كون الثواب والعقاب من لوازم الملكات والأعمال وقد عرفت اتحاد المسلكين بحسب النتيجة.
ومنها تقريبه رحمه الله السعادة والشقاوة بالذاتي في باب الكليات الخمس وأنها لا تعلل وقد عرفت أنها من قبيل الذاتي في باب البرهان.
فان قلت : الذاتي في باب البرهان ما ينتزع من مقام الذات بعد انحفاظ الحد فلا يعلل أيضا.
قلت فسره بذلك بعضهم وهو خلط بين الذاتي ولازم الذات والحق ما عرفت من مساوقة الذاتي في باب البرهان مع العرض الذاتي.
ومنها أخذه المعاصي غير اختيارية وقد قرره (ره) في حاشية منه بقوله كيف لا وكانت المعصية الموجبة لاستحقاق العقوبة غير اختيارية فإنها هي المخالفة العمدية وهي لا تكون بالاختيار ضرورة إن العمد إليها ليس بالاختياري وإنما تكون نفس المخالفة اختيارية وهي غير موجبة للاستحقاق وإنما الموجبة له هي العمدية منها كما لا يخفى على أولى ـ النهي انتهى. وفيه مخالفة ظاهرة إذ عدم اختيارية العمد لا يستلزم عدم اختيارية المخالفة المنسوبة إليه إذا لعمد غير العمدي وعدم اختيارية أحدهما لا ينافي اختيارية الاخر.
ومنها جعله رحمه الله بعث الرسل وإنزال الكتب وغيرها لانتفاع السعداء