ثم البرهان قائم على ان هناك وجودات أخر غير مستقلة الذوات قائمة بوجودات مستقلة أخر غير قائمة بطرفين ولا متوسطة بين موجودين وهي المعاني النسبية القائمة بالذوات مثل معنى الخطاب والتكلم والغيبة ونحوها فهذه الوجودات جميعا أمور موجودة في الخارج لكن لا في أنفسها بل في غيرها أي ان ماهية الغير يعرضها وجودها ويقوم به هذه الأمور الرابطة نحوا من القيام وإذ لا ماهية لها في نفسها فليست هي ذات حدود فليست بسيطة الذوات ولأمر كتبها وليست لها أحكام فليست بكلية ولا جزئية ولا عامة ولا خاصة ولا لهما نسبة مع شيء بالعموم والخصوص والتباين والتساوي إلّا بتبع الموجودات المستقلة المقومة لوجودها كل ذلك لمكان ان لا ذات لها في أنفسها هذا.
فان قلت هذه الأحكام التي ذكرت لها هي أحكام لها في أنفسها فلها نحو ما من الاستقلال به يصح ان يلاحظ أحكامها فيها وتثبت لها فليست هي مع الموجودات المستقلة المشابهة لها كالابتداء الاستقلالي والانتهاء الاستقلالي متباينة بالذات غير متسانخة.
قلت هذه أحكام سلبية بالسلب البسيط ولا يقتضى وجود الموضوع فان قلت نعم ولكن الموضوع المأخوذ فيها في اللفظ وهو الابتداء الرابط أو الانتهاء الرابط مثلا يحكى بها عن تلك الوجودات الرابطة الخارجية الغير المستقلة فلها معان مستقلة معقولة بالاستقلال ولا بد من اتحاد بين الحاكي والمحكي عنه على ان السلب البسيط يمكن