إلى الحدوث يستلزم جعله حجة بالنسبة إلى البقاء أيضا عند العقلاء وبعبارة أخرى عد العلم بالحدوث علما بالبقاء فيما من شأنه البقاء وهذا هو الاستصحاب الَّذي لا يستغنى عنه موجود ذي شعور.
ومن هنا يظهر أولا ان العمل بالاستصحاب عندهم ليس إلا عملا بالعلم السابق لا بالظن وغير ذلك.
وثانيا ان الاستصحاب يتقوم بعلم سابق وشك لا حق.
وثالثا ان حجيته والعمل على طبقه متوقف على عدم تحقق العلم بالخلاف فان اعتبار حجية الاستصحاب مترتب على اعتبار حجية العلم فمرتبته مترتبة على مرتبتها فنسبته إلى العلم نسبة الظاهر إلى الواقع وسيجئ الكلام في تنقيح هذه النسبة إن شاء اللَّه.
ورابعا ان الَّذي استقر عليه بنائهم هو التمسك بالاستصحاب في غير مورد الشك في المقتضى هذا كله هو ما يقتضيه العقل والأخبار الصحيحة في الباب إمضاء لما يقتضيه حكم العقل.
قوله «ره» وفيه أو لا منع استقرار بنائهم اه :
فيه ما تقدم ان عملهم بالاستصحاب إنما هو عمل بالعلم السابق لا لشيء من ما ذكره قده من الاحتمالات.
قوله أو غفلة كما هو الحال في ساير الحيوانات اه :
الغفلة من حيث هي غفلة جهل والأفعال الإرادية متوقفة على إرادة وعلم سابق فلا يكون الغفلة مبدأ لصدور فعل إرادي البتة وليس