عليه فممنوع لبناء العقلاء على ذلك فإنهم لا يختلفون في أقسام الأفعال وأصناف الاحتياجات إلى أصحاب الصناعات في الرجوع إلى الخبرة مع وجود من هو أشد خبرة وهو معلوم عندهم.
فان قلت لكنهم في موارد الأهمية يقتصرون على الرجوع إلى الأعلم دون غيره ومن المعلوم ان الأحكام ذوات أهمية.
قلت نعم لكن فيه أولا ان هذا البناء منهم ليس مقصورا على الجاهل بل العالم منهم يرجع أيضا إلى من هو أعلم منه كالطبيب في المريض المهم مرضا ولا يمكن القول فيما نحن فيه بمثله إذ لا يجوز رجوع المجتهد إلى من هو أعلم منه إجماعا.
وثانيا ان ما نحن فيه ليس من صغريات تلك الكبرى فان الأهمية في الأحكام إنما هي من حيث ترتب الثواب والعقاب وأما الأحكام الظاهرية الفعلية المأخوذة عن المجتهد فالأعلم وغيره فيها سواء.
قوله ولم يعلم أنه القرب من الواقع اه :
فمن المحتمل أنه رفع تحير الجهل لا رفع أصله إذا لاتباع لا يرفع الجهل والأقربية إلى الواقع ما لم يعنون بعنوان نفس الواقع لم ينفع في سوق الجاهل إلى نفسه إذ لا بناء عندهم على ذلك.
قوله والأصل عدم جوازه اه :
الظاهر إرجاعه إلى أصالة الاشتغال وإن العمل على طبق فتوى الميت لا يبرئ الذّمّة عن اشتغالها اليقينيّ وأما إرجاعه إلى الشك في