ويلك ، ما جعل الله ذلك العلم إلّا عند أهل الكتاب الذين انزل عليهم ، ويلك ، وما هو إلّا عند الخاصّ من ذريّة نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما ورّثك الله من كتابه حرفا».
______________________________________________________
أي علما عظيما(«ويلك ما جعل الله ذلك العلم») باكتساب بل لا يكون هذا العلم («إلّا عند اهل الكتاب ، الذين انزل عليهم») من الأئمة المعصومين عليهمالسلام ، ثمّ بيّن عليهالسلام المقصود من اهل الكتاب بيانا اكثر ايضاحا بقوله : («ويلك وما هو») ذلك العلم («الّا عند الخاصّ من ذرّيّة نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم») لا كلّ الذريّة ، بل المعصومين منهم عليهمالسلام («وما ورّثك الله من كتابه حرفا») (١) أي طرفا.
أقول : القرآن له أطراف كثيرة ، طرف كوني ، وطرف تاريخي ، وطرف عقيدي ، وطرف قصصي ، وطرف أحكامي ، وطرف أمثالي ، إلى غير ذلك من الأطراف ، وقد أشار القرآن إلى كلّ طرف اشارة عابرة ، ولم يستوعبه كاملا ، فجاء ـ مثلا ـ ببعض من قصة الكون يرتبط بالماضي ، وببعض ما يرتبط بالاخرة ، وحول ما بقي من الدّنيا ممّا يرتبط بالمستقبل ، وكذلك ذكر بعضا من تاريخ الأنبياء والامم السابقة ، وأشار إلى نزر من وقايع المستقبل وأنباء عن بعض الملاحم والفتن اللاحقة ، كما في قوله تعالى : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ...)(٢).
وكذلك تحدث عن طرف من العقيدة وعن طرف من القصص وعن طرف من الواجبات والمحرمات ، والأخلاق والآداب ، وعن طرف من الأمثال والعبر ، وهكذا ، وترك علم بقيّة كلّ طرف من الاطراف وتفصيله عند الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة المعصومين من اهل بيته عليهمالسلام ، وطبيعي لمثل ابي حنيفة انّه لم يكن
__________________
(١) ـ وسائل الشيعة : ج ٢٧ ب ٦ ص ٤٨ ح ٣٣١٧٧.
(٢) ـ سورة النمل : الآية ٨٢.