والأخبار الواردة في بيان المراد منها وتعيين ناسخها عن منسوخها.
______________________________________________________
وقوله سبحانه : (لَنْ تَرانِي)(١).
و «لن» لنفي الأبد ، ولو كان قابلا للرؤية لرآه موسى عليهالسلام ، ولو في الآخرة مع انّ ظاهر «لن» : العدم إلى الابد.
(و) مثل (الاخبار الواردة في بيان المراد منها) أي من الآيات ، فقد ورد : انّ المراد بالصلاة الوسطى في قوله تعالى : ـ (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى ...)(٢) بأنّها صلاة الظهر ـ مثلا ـ.
(و) مثل الاخبار الواردة في (تعيين ناسخها عن منسوخها) والمراد بالمنسوخ ، احد احتمالين : ما كان ظاهرة الابديّة ثمّ نسخ ، او ما كان لظرف زماني خاصّ ، ثمّ بيّن ذلك.
والاوّل : هو ما عليه المشهور.
والثاني : هو الّذي اختاره بعض المحققين ، ولعلّه اقرب إلى الواقع ، فقد قالوا في قوله تعالى : (إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ ، فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً)(٣) : انّها منسوخة بقوله تعالى : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ، فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ ...)(٤).
لكن هل الآية الاولى يراد بها الاستمرار واقعا : بأن تطابقت الارادة الجدّية مع الارادة الاستعمالية ثمّ نسخت ، أو يراد بها مقطعا خاصّا من الزمان ، بأن لم تتطابق الارادة الجدّية مع الارادة الاستعمالية ، ثمّ اظهر ذلك بالآية الثانية؟.
__________________
(١) ـ سورة الاعراف : الآية ١٤٣.
(٢) ـ سورة البقرة : الآية ٢٣٨.
(٣) ـ سورة المجادلة : الآية ١٢.
(٤) ـ سورة المجادلة : الآية ١٣.