فهو من قبيل الشهادة لا يعدل عنه إلى غيره إلّا بدليل.
لأنّا نقول : أحكام الكتاب كلّها من قبيل خطاب المشافهة ، وقد مرّ أنّه مخصوص بالموجودين في زمن الخطاب وأنّ ثبوت حكمه في حقّ من تأخّر إنّما هو بالاجماع وقضاء الضرورة باشتراك التكليف بين الكلّ.
______________________________________________________
الانسان ، لان حجيّة الظواهر بين العقلاء ، وأهل اللسان ، اتفاقية ، (فهو) أي الظنّ الحاصل من ظواهر الكتاب (من قبيل الشهادة) في الموضوعات ، فكما انّ الشهادة تفيد الظنّ ، لكنّه ظنّ حجّة ، وليس من قبيل الظنون العامّة ، كذلك الظنون الحاصلة من ظواهر القرآن الحكيم ، فانّها ظنون خاصة حجّة عند العقلاء ، وحينئذ(لا يعدل عنه) أي عن الظن الحاصل من ظاهر القرآن (الى غيره الّا بدليل) خارجي ، من السنة ، أو الاجماع ، أو العقل ، بصرف ظاهر القرآن ، عن ظاهره ، كما دل العقل والاجماع والأخبار ، على ان الله سبحانه وتعالى ليس بجسم ، ممّا يسبّب صرف ظاهر قوله سبحانه وتعالى : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى)(١) ، عن ظاهره فيكون الحاصل من اشكال المعالم : انّ الظواهر حجّة.
وذلك (لانا نقول) في جواب هذا الاشكال : ان (احكام الكتاب ، كلها من قبيل خطاب المشافهة ، وقد مرّ : انّه) اي خطاب المشافهة(مخصوص بالموجودين في زمن الخطاب ، وان ثبوت حكمه) أي حكم الكتاب العزيز(في حق من تأخر) من سائر الأجيال الآتية بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (انّما هو بالاجماع ، وقضاء الضرورة ، باشتراك التكليف بين الكل).
فالظواهر ليست حجة بالنسبة الى الذين تأخروا عن زمان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لانها مخصوصة بالمشافهين ، وانّما نستفيد الحكم من ادلة الاشتراك.
__________________
(١) ـ سورة طه : الآية ٥.