قال الفاضل السبزواريّ ، فيما حكي عنه ، في هذا المقام ، ما هذا لفظه :
«صحّة المراجعة إلى أصحاب الصناعات البارزين في صنعتهم البارعين في فنّهم فيما اختصّ بصناعتهم ، ممّا اتفق عليه العقلاء في كلّ عصر وزمان» ، انتهى.
وفيه : أنّ المتيقّن من هذا الاتفاق هو الرجوع إليهم مع اجتماع شرائط الشهادة من العدد والعدالة ونحو ذلك ، لا مطلقا ،
______________________________________________________
أما الدليل الثاني : ما ذكره المصنّف قدسسره بقوله : (قال الفاضل السّبزواري : فيما حكي عنه في هذا المقام) أي : مقام حجّية قول اللغوي (ما هذا لفظه : صحّة المراجعة إلى أصحاب الصناعات البارزين في صنعتهم) المتفوقين على غيرهم ، (البارعين) وبرع بمعنى : ظهر ، أي ظهروا(في فنّهم) بحيث اصبحوا يعدّون من اهل الخبرة فيه : فانّ الناس يرجعون اليهم (فيما اختصّ بصناعتهم) كالرجوع إلى الطبيب في الطب ، وإلى الفقهاء في الفقه ، وإلى النحاة في النحو ، وإلى البنائين في البناء ، وما اشبه ذلك (ممّا اتّفق عليه العقلاء في كلّ عصر وزمان) ومصر ، والشارع لم يغيّر طريقة العقلاء ، بل اقرّها حين الرجوع إلى الشهود ، واهل الخبرة ، وما اشبه ذلك (انتهى).
وكيف كان : فانّ الشيخ ردّ هذا الدليل على اطلاقه ، وانّما قبله مقيدا ، فعنده ليس قول اللغوي بما هو لغوي حجّة مطلقا ، حتّى يشمل الواحد من اللغويين ، وان لم يكن عادلا ، قال : (وفيه : انّ المتيقّن من هذا الاتفاق هو الرجوع اليهم) أي إلى اللغويين (مع اجتماع شرائط الشهادة : من العدد ، والعدالة ، ونحو ذلك) كأن يكون اخبار اللغوي عن حسّ ، بذهابه إلى مراكز العرب ، واستفادة اللغة منهم ، لا بما اذا كان ذلك عن اجتهاده ، (لا مطلقا) فانّه ليس قول اللغوي