«قال : يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان ، فبأيّهما نأخذ؟ قال : خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذّ النادر. قلت : فإنّهما معا مشهوران ، قال : خذ بأعدلهما عندك ، وأوثقهما في نفسك».
______________________________________________________
(قال : يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان ، فبأيّهما نأخذ؟) وقد تقدّم الفرق بين الخبر والحديث ، بانّ أحدهما في قبال الآخر إذا ذكرا معا ، وإذا اطلق أحدهما شمل الآخر.
(قال) عليهالسلام : (خذ بما اشتهر بين أصحابك ، ودع الشاذّ النّادر) منهما.
(قلت : فانّهما معا مشهوران؟) ومعنى الشهرة : انّ جملة من الأصحاب عملوا بهذا الخبر ، وجملة من الأصحاب عملوا بالخبر الآخر ، أو المراد : الشهرة الرّوائية :
بأن ذكرا معا في كتب المشهور من الأصحاب.
(قال : خذ بأعدلهما عندك ، وأوثقهما في نفسك) (١) ولفظ الحديث هكذا :
قال زرارة : سألت الباقر عليهالسلام فقلت : جعلت : فداك ، يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان فبأيّهما آخذ؟.
قال : يا زرارة ، خذ بما اشتهر بين أصحابك ، ودع الشاذّ النّادر.
فقلت : يا سيدي ، إنّهما معا مشهوران مرويان مأثوران عنكم؟.
فقال عليهالسلام : خذ بقول أعدلهما عندك ، وأوثقهما في نفسك.
فقلت : إنّهما معا عدلان مرضيان موثقان؟.
فقال عليهالسلام : انظر ما وافق منهما مذهب العامّة فاتركه وخذ بما خالفهم.
__________________
(١) ـ غوالي اللئالي : ج ٤ ص ١٣٦ ح ٢٢٩ ، جامع احاديث الشيعة : ج ١ ص ٢٥٥ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٤٥ ب ٢٩ ح ٥٧.