سديدا في نقله لم يطعن في روايته.
ولعلّ هذا الوجه أحسن وجوه الجمع بين كلامي الشيخ والسيّد قدسسرهما ، خصوصا مع ملاحظة تصريح السيّد قدسسره ، في كلامه بأنّ أكثر الأخبار متواترة أو محفوفة ، وتصريح الشيخ قدسسره ، في كلامه المتقدّم بانكار ذلك.
______________________________________________________
أي : الرّاوي (سديدا في نقله) ضابطا يعتمد عليه و (لم يطعن في روايته) من جهة العلماء الأجلاء.
(ولعلّ هذا الوجه) الأخير الذي ذكرناه هو (أحسن وجوه الجمع بين كلامي الشيخ والسيّد قدسسرهما) كما تقدّم ، وإنه ليس كالجمعين السابقين حيث كان أحدهما : تصرف في القول فقط ، فيوجب فساد دعوى السيّد وثانيهما : تصرف في العمل فقط ، فيوجب فساد دعوى الشيخ ، إذ لا موجب لاسقاط أحد الكلامين فيما لو أمكن الجمع بينهما.
هذا هو وجه الأحسنية ـ كما ذكرناه ـ (خصوصا مع ملاحظة تصريح السيّد قدسسره في كلامه : بأنّ أكثر الأخبار متواترة أو محفوفة ، وتصريح الشيخ قدسسره في كلامه المتقدم : بانكار ذلك) الذي ادّعاه السيّد.
إذن : فأحسن وجه للجمع بين كلاميهما أن يقال : انّ مراد السيّد من إثبات القرائن : هي القرائن الموجبة للوثوق والاطمئنان امّا بالرّاوي أو بالرّواية ، ومراد الشيخ من إنكار القرائن : إنّما هو إنكار القرائن الأربع فقط.
وعلى هذا : يكون النزاع بين السيّد والشيخ لفظيا ، ولا يكون تهافت بين إجماعيهما حتى يقال : كيف يدّعيان إجماعين متدافعين ، وهما متعاصران؟ هذا تمام الكلام في دعوى الشيخ : الاجماع على حجّية خبر الواحد.