لا الأخبار لقصورها عن إفادة اعتبارها ، كالبراءة والاحتياط والتخيير ، لا اشكال في عدم جريانها في مقابل خبر الثّقة ، بعد الاعتراف ببناء العقلاء على العمل به
______________________________________________________
والاحتياط : حيث العلم الاجمالي.
والتخيير : حيث لا يمكن الجمع بين طرفي العلم الاجمالي.
(لا الأخبار) أي : لا الاصول الّتي مدركها الأخبار مثل :
«رفع ما لا يعلمون» (١) و «احتط لدينك» (٢).
و «إذن فتخيّر» (٣) وما أشبه ذلك. وانّما قلنا : لا الأخبار : (لقصورها) أي : لقصور الأخبار المذكورة (عن إفادة اعتبارها) أي : اعتبار الأصول.
لكن لا يخفى : إنّ هذا الكلام محل تأمّل ، اذ الأخبار لا قصور فيها ـ كما سيأتي في مباحثها إن شاء الله تعالى ـ (كالبراءة ، والاحتياط ، والتخيير) ، فإنّ هذه الأصول الثلاثة معتبرة عند المصنّف عقلا فقط ، لا شرعا ، لعدم تماميّة أدلّة اعتبارها شرعا عنده ، لكنّا ذكرنا : انّها معتبرة شرعا أيضا.
وعلى أي حال : فإنّه (لا اشكال في عدم جريانها) أي : الاصول الذكورة (في مقابل خبر الثّقة ، بعد الاعتراف ببناء العقلاء على العمل به) أي : بخبر الثّقة
__________________
(١) ـ التوحيد : ص ٣٥٣ ح ٢٤ ، تحف العقول : ص ٥٠ ، وسائل الشيعة : ج ١٥ ص ٣٦٩ ب ٥٦ ح ٢٠٧٦٩ الخصال : ص ٤١٧.
(٢) ـ وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٦٧ ب ١٢ ح ٣٣٥٠٩ ، الامالي للمفيد : ص ٢٨٣ ، الامالي للطوسي : ص ١١٠ ح ١٦٨.
(٣) ـ غوالي اللئالي : ج ٤ ص ١٣٣ ح ٢٢٩ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٤٥ ب ٢٩ ح ٥٧ ، جامع أحاديث الشيعة : ج ١ ص ٢٥٥.