من المشايخ الثّلاثة ومن تقدّمهم ، في تنقيح ما أودعوه من كتبهم ، وعدم الاكتفاء بأخذ الرّواية من كتاب وإيداعها في تصانيفهم حذرا من كون ذلك مدسوسا فيه من بعض الكذّابين.
فقد حكي عن أحمد بن محمّد بن عيسى إنّه : «جاء إلى الحسن بن الوشّاء وطلب منه أنّ يخرج إليه كتابا لعلاء بن رزين وكتابا لأبان بن عثمان الاحمر ، فلمّا أخرجهما ، قال : أحبّ أنّ أسمعهما.
______________________________________________________
والمقصود (من) أرباب الكتب هم (المشايخ الثّلاثة) الصّدوق ، والكليني ، والطّوسي ، أرباب الكتب الأربعة المشهورة ، وقد كانت الكتب في السّابق خمسة ، باضافة «مدينة العلم» للصّدوق ، لكن هذا الكتاب فقد منذ خمسمائة سنة ـ كما يقولون ـ (ومن تقدّمهم) أيضا من العلماء ، الّذين دوّنوا الأصول الأربعمائة ، وغيرها.
فإنّه يظهر بعد التأمّل في كيفيّة اهتمام هؤلاء العلماء (في تنقيح ما أودعوه) ودوّنوا (في كتبهم ، و) أصولهم ، من (عدم الاكتفاء بأخذ الرّواية من كتاب وإيداعها في تصانيفهم) ما لم يسمعوها من مؤلف الكتاب أو يقرءوها عليه.
ولذا كثرت فيهم الإجازة ، وقراءة الحديث عند الأستاذ (حذرا من كون ذلك) الخبر (مدسوسا) ومدخولا (فيه) أي : في ضمن ذلك الكتاب (من بعض الكذّابين) والدسّاسين.
(فقد حكي عن أحمد بن محمد بن عيسى أنّه) أي : أحمد (جاء إلى الحسن بن الوشّاء وطلب منه) أي : من الحسن (أنّ يخرج إليه كتابا لعلاء بن رزين ، وكتابا لأبان بن عثمان الأحمر ، فلمّا أخرجهما) الحسن إليه (قال :) أحمد :
اقرأهما فإنّي (أحبّ أن أسمعهما) منك ، ليطمئن قلبي ، بأنّ هذه الرّوايات