قال : ما أعجلك اذهب ، فاكتبهما واسمع من بعده.
فقال له : لا آمن الحدثان.
فقال : لو علمت أنّ الحديث يكون له هذا الطّلب لاستكثرت منه ، فأنّي قد أدركت في هذا المسجد مائة شيخ ، كلّ يقول : حدثني جعفر بن محمّد عليهماالسلام».
______________________________________________________
هي روايات الكتابين من غير زيادة أو نقيصة.
(قال) الحسن : (ما أعجلك؟) أي : ما الّذي سبّب لك العجلة في القراءة الآن؟ (اذهب ، فاكتبهما) واستنسخهما (واسمع من بعده) أي : من بعد أنّ تستنسخ الكتاب ، فإنّي أقرأهما عليك.
(فقال له) الحسن : (لا آمن الحدثان) أي : أخاف أنّ أكتب ثمّ أموت ، ولا أوفّق للمقابلة والاستماع منك ، والحدثان عبارة عن الليل والنّهار ، فإنّ كلّ واحد منهما حدث جديد ويكون فيه أحداث جديدة.
(فقال) الحسن : (لو علمت انّ الحديث يكون له هذا) الإقبال و (الطّلب ، لاستكثرت منه) أي : جمعت خبرا أكثر من هذا الّذي جمعت (فإنّي قد أدركت في هذا المسجد مائة شيخ ، كلّ يقول : حدّثني جعفر بن محمّد عليهماالسلام) (١).
ولعلّ الأحاديث الّتي لم يجمعها ، كانت في باب المستحبّات ، والمكروهات ، والمباحات ، أو كانت مكرّرات مع الأحاديث الّتي جمعها ، أو كان في جمعها عسر وحرج ، والانسان مأمور بالجمع من الطرق المتعارفة ، وبالطرق المتعارفة ، كما هو كذلك بالنّسبة إلى الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، لا انّ على الانسان أن يطرق كلّ صباح باب النّاس ليسألهم عن أعمالهم ويعلّمهم الأحكام ، فكذلك
__________________
(١) ـ رجال النجاشي : ص ٢٨.