الى غير ذلك من الرّوايات. وظهر ممّا ذكرنا أنّ ما علم إجمالا من الأخبار الكثيرة من وجود الكذّابين ، ووضع الأحاديث ، فهو انّما كان قبل زمان مقابلة الحديث وتدوين الحديث والرّجال بين أصحاب الأئمّة عليهمالسلام ،
______________________________________________________
قال عليهالسلام : «إن النّاس قد أولعوا بالكذب علينا» (١) إلى آخر الحديث ، وقد ذكرنا هناك : إنّ الكذّابين منذ زمن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كانوا يكذّبون على الرّسول كما كانوا يكذّبون على الأئمّة عليهمالسلام لأمور : أولا : لتمشية أمورهم ، ثانيا : لتشويه معالم الدّين ، ثالثا : للتشويش على الرّسول والأئمّة الطّاهرين عليهمالسلام.
(إلى غير ذلك من الرّوايات) في هذا المجال الداعية لشدّة الاهتمام بالأخبار.
لا يقال : فكيف ادّعى المصنّف ـ مع وجود هذه الرّوايات ـ : العلم الإجمالي بصدور أكثر هذه الأخبار ، بل جلّها إلّا ما شذّ ـ كما تقدّم في كلامه ـ؟.
لانّه يقال : (وظهر ممّا ذكرنا : إن ما علم إجمالا من الأخبار الكثيرة) المماثلة للثّلاثة الّتي ذكرناها (من وجود الكذّابين ، و) ما علم إجمالا من : (وضع الأحاديث) المكذوبة على المعصومين عليهمالسلام في الأصول والفروع (فهو انّما كان قبل زمان مقابلة الحديث ، وتدوين الحديث) حيث قد اشتد الاهتمام بهما في زمان الإمام الرّضا عليهالسلام وإن كان قبله ـ أيضا ـ يدوّن الحديث ويقابل.
(و) كذلك كان ما علم إجمالا من الدّسّ والوضع وجودا قبل زمان تدوين علم (الرجال بين أصحاب الأئمّة عليهمالسلام) ، امّا بعدها فلا.
وبذلك يندفع إشكال من يقول : بأنّا كما نعلم إجمالا بصدور أكثر هذه الأخبار ـ الّتي بأيدينا ـ عن الأئمّة عليهالسلام ، كذلك نعلم بأنّ جملة منها موضوعة ومدسوسة
__________________
(١) ـ رجال الكشّي : ص ١٣٦ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٤٦ ب ٩٢ ح ٥٨ (بالمعنى).