المقام ، إلّا أنّه معلوم للمتتبّع في طريقة الاصحاب ، بل علماء الاسلام طرّا ، فربّ مسألة غير معنونة يعلم اتّفاقهم فيها من ملاحظة كلماتهم في نظائرها.
أترى أنّ علماءنا العاملين بالأخبار التي بأيدينا ، لو لم يقم عندهم دليل خاصّ على اعتبارها كانوا يطرحونها
______________________________________________________
المقام) أي : مقام الانسداد (إلّا أنّه معلوم للمتتبّع في طريقة الأصحاب ، بل علماء الاسلام طرّا) فهو إجماع تقديري لا إجماع لفظي ، إذ ربّ مسألة يعلم الانسان اتفاق العلماء فيها وإن لم يصرّح حتى واحد منهم بها.
مثلا : إنّا نعلم إجماع العلماء التقديري على إنّه لا يجوز للمرأة أن تلبس الملابس الضيّقة ، التي يظهر منها كل تقاطيع جسمها أما الرّجال الأجانب ، مع إنّه لم يصرّح بذلك أحد فيما نعلم.
وفي اصول الدّين نعلم : إجماع العلماء التقديري على إنّه لا يجوز لأحد أن يعتقد انّ عليا عليهالسلام أفضل من رسول الاسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم كما هو أفضل من سائر الأنبياء ، والى غير ذلك.
(فربّ مسألة غير معنونة) في كلماتهم (يعلم اتفاقهم فيها من ملاحظة كلماتهم في نظائرها) أو يعلم اتفاقهم فيها من الكلّيات التي ذكروها ، ويؤيد ذلك إنّهم يرون ترك المسائل التي لم يقم عليها دليل ، من أظهر المنكرات ، واليه اشار المصنّف بقوله : (أترى انّ علمائنا العاملين بالأخبار التي بأيدينا ، لو لم يقم عندهم دليل خاصّ على اعتبارها) أي : اعتبار هذه الأخبار بأن لم يكن هناك من الكتاب ولا السنّة ولا الاجماع ولا العقل ما يدلّ على اعتبار الأخبار (كانوا يطرحونها) أي يطرحون هذه الأخبار؟.