لأنّ الظنّ بالسالبة الكليّة يناقض العلم بالموجبة الجزئية ، فالظنّ بأنّه لا شخص من العلماء بفاسق ، يناقض العلم إجمالا بأنّ بعض العلماء فاسق.
وثانيا : إنّه على تقدير الامكان غير واقع ، لأنّ الأمارات التي
______________________________________________________
لا يعقل أن يحتمل خلافه أيضا ، فكيف بالوهم؟ وكيف بالظن؟ (لأنّ الظّن بالسالبة الكلّية) أي الظّن بأنّه لا حكم حسب مقتضى البراءة (يناقض العلم بالموجبة الجزئية) لأنه يعلم انّ في جملة من هذه الأحكام واجبات ومحرمات حسب ما ذكرناه.
(فالظّنّ بأنه لا شخص من العلماء بفاسق ، يناقض العلم إجمالا بأن بعض العلماء فاسق) لأن معنى لا شخص من العلماء بفاسق : القطع بعدم فسق أحد من العلماء ، فكيف يتمكن أن يعلم إجمالا بأن بعض العلماء فاسق؟ والتناقض كما يأتي من العلمين في الطرفين ، وفي الظنّين من الطرفين ، كذلك يأتي في ظنّ من طرف وعلم من طرف آخر.
نعم ، إذا كان كلا الطرفين جزئيا فلا بأس ، كما إذا ظنّ بأن بعض من في الدار رجل ، وظنّ بانّ بعض من في الدار ليس برجل ، وكذلك بين العلمين الجزئيين وبين علم وظنّ جزئيين ، أمّا أن يظنّ بأنّ كل من في الدّار رجل ، ويعلم بأنّ بعض من في الدار ليس برجل ، فهو التناقض بعينه.
(وثانيا : إنّه على تقدير الامكان) وعدم استحالة أن يظنّ المجتهد بالبراءة في جميع الوقائع المحتملة مع علمه الاجمالي بالأحكام الكثيرة ، فانه (غير واقع) مثل هذا الظّن والعلم ، في طرفي الأمر بالنسبة الى المجتهد (لأن الأمارات الّتي