بل يقدّمونها من غير مرجّح خارجي.
نعم ، جعل بعض متأخّري المتأخرين عمل الفقهاء بها في الموارد من المرجّحات لتلك القاعدة ، زعما منه إنّ عملهم لمرجّح توقيفي اطّلعوا عليه واختفى عنا ، ولم يشعر أنّ وجه التقديم كونها حاكمة على العمومات.
______________________________________________________
الحرج حتى يحكمونه على الأدلة الأوليّة ، (بل يقدّمونها) أي : أدلّة نفي الحرج على الأدلة الأوليّة (من غير مرجّح خارجي) إطلاقا.
وذلك لأنّ عمومات العسر ، كعمومات الحرج ، والضرر ، وما أشبه ، مفسّرة بمدلولها اللفظي لسائر العمومات الأولية المثبتة للتكاليف وكاشفة عن المراد بتلك العمومات المثبتة للتكاليف ، ومبيّنة لموارد تلك العمومات الاوّليّة ، حتى يكون معنى العمومات الاوّليّة : إنّها واجبة ما لم يلزم من الالتزام بالتكليف عسر ومشقة وحرج على المكلّف.
هذا ، وقد ذكرنا : إن الكاشف هو فهم العرف ، بالاضافة الى أنّه يدل على هذه الحكومة ـ أيضا ـ بعض الرّوايات ، مثل رواية عبد الأعلى وغيره.
(نعم ، جعل بعض متأخّري المتأخّرين عمل الفقهاء بها) أي : بأدلة نفي العسر (في الموارد) والأحكام الأوليّة (من المرجّحات لتلك القاعدة) أي : قاعدة نفي العسر ، فعمل الفقهاء اذا انضمّ الى نفي العسر سبّب تقديم نفي العسر على العمومات الأوليّة ، (زعما منه : إنّ عملهم) بقاعدة نفي العسر إنّما هو (لمرجّح توقيفي) أي تعبّدي ورد عنهم عليهمالسلام ، قد (اطّلعوا) هم (عليه ، واختفى عنّا ، و) الحال إنّ بعض متأخري المتأخّرين ، (لم يشعر إنّ وجه التقديم كونها) أي : كون أدلة نفي العسر (حاكمة على العمومات) الأوليّة.