من الرّاوي أو من القرائن.
ولذا استثنى القميون كثيرا من رجال نوادر الحكمة ، مع كونه من الكتب المشهورة المجمع على الرجوع اليها ، واستثنى ابن الوليد من روايات العبيدي ما يرويها عن يونس ، مع كونها في الكتب المشهورة.
______________________________________________________
من حيث كونه خبرا واحدا مجردا ، لكن لا يكتفي بذلك ، بل يشترط حصول الوثوق ، وما اشبه ، بكل خبر خبر ، ولا يرى ان الاجماع قرينة عامة على حجية كل الاخبار ، وعلى فرض رؤيته ذلك لا يرى انّه قرينة على كل خبر خبر ، وإنما يراه قرينة في الجملة.
إذن : فالشيخ يرى الاجماع ممّا يوجب العمل بالخبر ، اذا حصل للسامع الوثوق به (من) جهة (الرّاوي ، أو من القرائن) الخارجية الموجبة للوثوق وإن لم يعرف الانسان الرّاوي ، أو عرفه بعدم الوثوق.
(ولذا) أي : لأجل إنهم أجمعوا على ان وحدة الخبر لا تمنع عن العمل به لا أنّهم اجمعوا على حجيّة كل خبر خبر (استثنى القميون كثيرا من رجال نوادر الحكمة) أي : لم يعملوا باخبارهم.
ولا يخفى : انّ كتاب نوادر الحكمة هو تأليف : محمد بن ابي عمير ، الذي اشتهر بين العلماء انّ مراسيله حجّة كالمسانيد ، (مع كونه) أي : كتاب نوادر الحكمة (من الكتب المشهورة ، المجمع على الرّجوع اليها ، و) الاعتماد عليها.
و (استثنى ابن الوليد) وهو من أجلّة علمائنا (من روايات العبيدي) وهو : محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين (ما يرويها عن يونس ، مع كونها) أي : الرّواية التي يرويها العبيدي عن يونس مدوّنة (في الكتب المشهورة).