ثمّ اعترض : بأنّ السيرة كما جرت على تقرير المقلّدين في الفروع كذلك جرت على تقرير المقلّدين في الاصول وعدم الإنكار عليهم.
فأجاب : بأنّ على بطلان التقليد في الاصول أدلّة عقليّة وشرعيّة من كتاب وسنّة وغير ذلك ، وهذا كاف في النكير.
______________________________________________________
هذا ولم يذكر الشيخ رحمهالله المعاد ، لأنّ معرفته مندرجة في معرفة عدل الله تعالى ، وإلّا فالفروع أيضا متوقفة على معرفة المعاد ، فانّه اذا لم يكن معاد لم يكن ملزم للانسان في عمل الواجبات وترك المحرمات.
(ثمّ اعترض : بأنّ السيرة كما جرت على تقرير المقلّدين في الفروع) وانه يصح التّقليد بالنسبة إليهم ، فلا يلزمون بالاجتهاد في فروع الدين (كذلك جرت على تقرير المقلّدين في الاصول وعدم الإنكار عليهم) فان الغالب من المسلمين يقلّدون في اصول الدين ، والعلماء لا ينكرون عليهم كونهم مقلّدين.
(فأجاب : بأنّ على بطلان التقليد في الاصول أدلة عقليّة وشرعيّة ، من كتاب ، وسنّة ، وغير ذلك).
فالدليل العقلي هو : إنّ غير العلم لا يكون مؤمنا.
ودليل الكتاب قوله تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ)(١) وغيره من الآيات.
ودليل السّنة : روايات متواترة كما في كتب الأحاديث.
ومراد الشّيخ من قوله : وغير ذلك ، هو : الاجماع.
(وهذا كاف في النكير) على المقلدين في اصول الدين.
__________________
(١) ـ سورة محمد : الآية ١٩.